معظم شهداء ما بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر هم شباب غض، الشباب تعطلت دراستهم واحلامهم وطموحاتهم في ظل نظام البشير، ورغم انهم انجزوا ثورة عظيمة واطاحوا بالدكتاتور البشير وجعلوا مستقبلهم واعدا ومبشرا، الا ان البرهان وحميدتي باستغلالهم للجيش في معركة ليست هي معركة الجيش، اعادوا مستقبل هذه الاجيال مرة اخرى للمجهول بانقلابهم على الحكم الانتقالي، وهو ما لن يقبله الجيل الجديد، وسيناهضه بكل ما يملك، لذلك المعركة بين الجيل الجديد والبرهان وحميدتي اصبحت معركة وجود، هذا الجيل لا يملك ما يخسره بعد ان خسر دراسته ورفاقه الشهداء، لذلك سيستمر في منازلة هذا الانقلاب وكل انقلاب مستقبلي حتى ينتصر لمستقبله.
هذا الجيل عنيد وشجاع وسينتصر لا محالة، ولكنه يعاني من غياب التنظيم، يحتاج هذا الجيل لبناء اوعيته التنظيمية التي تجعله قادرا على الصراع باليات تمثله حقيقة، من بين هذه الآليات ان يصنع هذا الشباب تحالفات شبابية، أو حزب سياسي، فالدور الذي يلعبه الان في صناعة الثورة ونصرها حين يأتي للمرحلة الأخيرة التي تتطلب التفاوض سيجد الشباب والشارع عموما أنفسهم تحت رحمة الأجسام المنظمة وهي الاحزاب السياسية والتجمعات المهنية، وهي أجسام قد تختلف تقديراتها عن تقديرات الثوار، لأنها أجسام لديها تقاطعات داخلية وخارجية وتستخدم اللغة السياسية والدبلوماسية ولا تخاطر بكل شيء.
أزمة الجيل الجديد في القيادة تظهر الان في ظل الوضع السياسي الراهن، الذي تتحدث فيه كتل منظمة باسم الثورة بينما لا يجد معظم الجيل المستقل مكانا للتعبير عن مطلوباته، من بين هذه الكتل المنظمة قوى الحرية والتغيير ومجلس الوزراء الشرعي وتجمعات المهنيين، هذه الكتل تفاوض الان في المجتمع الدولي وفي المكون العسكري، بينما يغيب تمثيل الشارع المستقل وتمثيل الجيل الجديد، وهو نقص غير مبشر.
مطلوب من قوى الحرية والتغيير بالتحديد ان تستصحب موقف الشارع، مهم أن يكون التنسيق شفافا ومكتملا بين قحت ولجان المقاومة والجيل الجديد، لا يجب ان تفاوض قحت المكون العسكري بمعزل عن ثوار الشارع، اذا تخطت قحت الثوار الان بعد كل التجربة التي خاضتها منفردة مع المكون العسكري الذي غدر بها، فالمطلوب ان ينشط الشارع في تنظيم هياكله المستقلة ويفرض خياراته على قحت وعلى المكون العسكري.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com