هناك اخبار كثيرة متضاربة تدور في الساحة، ولكنها لا يجب ان تؤثر في خيار الجماهير وحراكها، الانقلاب يمثل خط مفارقة كامل بين المجلس العسكري والثوار، المستقبل لا يمكن أن يجمع الاثنين مع بعض، فاما ان يذهب المجلس العسكري او يذهب الثوار، وهذه الأرض للثوار، للجماهير ، وليست للافراد، عليه فليذهب المجلس العسكري.
ادنى درجات الحل المقبول للشارع هو، إبعاد البرهان وحميدتي وبقية أعضاء المجلس العسكري الحالي من المشهد وتقديم الجيش لعضوية جدد في مكانهم، ابعاد الاحزاب السياسية من حكومة الفترة الانتقالية وتفويض حمدوك لتكوين حكومة تكنوقراط، ابعاد الثلاثي اردول ومناوي وجبريل من مناصب الحكم وترشيح حركاتهم لاخرين، تكوين المجلس التشريعي خلال شهر، تقديم قتلة المتظاهرين خلال الفترة الانقلابية للمحاكمة.
غير هذا الحد الأدنى فإن اي تسوية اخرى ستفرز حكومة غير مقبولة من الشارع، وستكون حكومة غير مستقرة، ولن تقود إلى اي تقدم في تحقيق اهداف الثورة، وسيسقطها الشارع لا محالة.
الانقلابيون ماضون في تكوين هياكلهم، ولكنهم يعلمون في قرارة أعماقهم، ان اي حكومة سيشكلونها هي حكومة غير قادرة على الاستمرار، الشعب في الشارع، ولن تستطيع اي حكومة ان تفرض نفسها عليه بالقوة او بالحسنى، لفظ الشارع الانقلابيين منذ فجر الانقلاب، وبالتالي ليس أمامهم اي امل في تكوين حكومة ناجحة، المكابرة من هؤلاء الانقلابيين لن تجدي ولن تقود إلى تغيير الوضع، واي محلل سياسي عاقل يمكنه ان ينصح هؤلاء الناس بأن هذا الطريق مغلق.
الإجراءات الانقلابية التي تشرع فيها السلطة الانقلابية من اعتقالات للسياسيين والنشطاء وكوادر لجان المقاومة، وقطع الانترنت ووسائل التواصل، والترويع الذي تستخدمه المليشيات في العاصمة والولايات، كلها وسائل فاشلة في إسكات واركاع الشعب، الشعب كسب خبرات متعددة، من خلال معركته الطويلة مع المخلوع، وأصبح محصنا ضد هذه الأساليب البالية التي يطبقها الانقلابيون في كل عهد وكل زمان وكل مكان، وكأنهم يقرأون من ذات الكتاب، الكتاب الذي لم يعد يقرأه احد في العصر الحديث، الكتاب الذي عشعش فوقه الطير في المكتبات ونسجت فوقه العنكبوت، الكتاب الذي لا يستهوي الا الساديين وأصحاب العقول الضيقة.
هو طريق واحد لا غير يكفل الاستقرار لهذا البلد، ويجنبها الفوضى والمجهول، ان يغادر قادة المجلس العسكري الحكم، وأن تغادر قحت الحكومة، وأن تدار بقية الفترة الانتقالية بواسطة حكومة تكنوقراط حتى موعد الانتخابات.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com