يبدو ان نساء فرجينيا البيض يفضلن العنصرية على صحتهن الانجابية .ذات النساء فى ريف فرجينيا وضواحي المدن اللاتى أتين بترمب فى 2016 , صوتن بكثافة ضد المرشح الديمقراطى لحاكم فرجينيا .فى انتخابات الامس، وكانت نسبة تصويتهن : 57 % للجمهورى ، 43% للديمقراطى .تتلاشى حقوق المرأة عندما تتحكم العنصرية على عقول الامريكيين البيض بخاصة النساء اللاتي لم يتلقين تعليما جامعيا . نسب تصويت النساء الجامعيات فى فرجينيا :انتخابات 2020 : 58% بايدن، 41% ترمب انتخابات 2021: 62% ماكوليف، 38% يونغكيننسب غير الجامعيات :انتخابات 2020: 56% ترمب ، 44% بايدن انتخابات 2021: 62% يونغكين ، 25% ماكوليف الدافع الرئيسى الذى شجع النساء للتصويت ضد الديمقراطيين امس رغم احتواء برنامجهم على الرعاية الصحية التي تشمل الاجهاض هو رغبة البيض عموما فى ( استدامة العنصرية ) من خلال القانون والسياسة والممارسات بصورة اكبر من مجرد التحيز الفردى .
لقد اصبح الجدل حول تعليم الاطفال تاريخ امريكا والعلاقات العرقية موضوعا مثيرا للنقاش فى مواقع التواصل الاجتماعى سرعان ما تحول لبند حاسم فى انتخابات امس.جملة من عشرة كلمات قالها المرشح الديمقراطى فى اخر مناظرة مع منافسه كلفته مقعد الحاكم ، قال ماكاوليف: انه لا يعتقد ان الاباء يجب ان يبلغوا المدارس بما يجب عليهم تدريسه، ورد عليه المرشح الجمهورى بانه سيحارب ويحظر تدريس الكتب المتعلقة بالعرق والتى تستهدف الاطفال ، ثم تلقف المحافظون كلام ماكاوليف وقاموا بتحريض الآباء ودور العبادة ووسائل الاعلام اليمينية للتنديد بمناقشة العنصرية وتفوق البيض ومبادرات التنوع فى المدارس العامة لانها تندرج تحت المناهج والسياسات التى يعتبرونها ليبرالية .
ينظر المحافظون الى تدريس احداث مثل مذابح السكان الاصليين والعبودية والفصول المؤلمة من التاريخ الامريكى باعتبارها ايدولوجيا راديكالية من شانها ان تخلق الانقسام العرقى من خلال التعليم ، وتدفع الاطفال لكراهية امريكا وتاريخها والراسمالية وبالنهاية يتم حقنهم بالكراهية الذاتية.النظرية العرقية النقدية المعروفة اختصارا ب ( CRT ) حركة اكاديمية قديمة دشنها علماء القانون ونشطاء الحقوق المدنية فى السبعينات و الغرض منها هو فحص تقاطعات العرق والقوانين الامريكية.وقد تم احياؤها عقب مقتل جورج فلويد العام الماضى ،اما الكتب محل النزاع فهى مقررة لاطفال كى جى ١٢ والهدف منها فحص التاريخ الامريكى من خلال عدسة العنصرية ، لكى يعرف الاطفال مشكلات العنصرية والسعى لاعادة كتابة تاريخ امريكا فى محاولة لعلاجها .
اعمال النظرية العرقية النقدية لا تدرس الا فى الجامعات ، واغلب الذين يعارضونها يسيئون فهمها لذلك عندما تتم محاصرتهم فى وسائل التواصل الاجتماعى يتلجلجون ويقولون انهم لا يريدون الدخول فى التفاصيل ، لقد نجح المحافظون فى اثارة الغبار حولها لتأليب برلمانات الولايات التى يسيطر عليها الجمهوريون وتمكنوا من اصدار تشريعات فى عدة ولايات لتقييد ما يتم تدريسه للاطفال وتجريم القيام بذلك .اذا طالب البعض بتدريس الطلاب مفهوم العرق يقولونه انه بعدم الراحة والذنب ويجعلهم يكرهون انفسهم ، واذا قالوا ان التحيز العنصرى موجود فى امريكا سواء على المستوى الفردى او على مستوى القوانين والمؤسسات ، يدمغونهم بانهم يحملون وجهة نظر مناهضة للبيض وللولايات المتحدة ، فى سجون امريكا يوجد السود بمعدل اعلى من البيض لانه يتم ادانة السود اكثر من السود، ولان نظام العدالة الجنائية الغارق فى العنصرية يوقع على السود عقوبات اقسى من البيض فى جرائم المخدرات على سبيل المثال تعاطى الكوكايين الذى يحبه البيض عقوبته بسيطة وينظر اليهم كضحايا محتاجين للرعاية ويدخلونهم المصحات بينما الكراك الذى يحبه السود عقوبته مشددة ، يتم ادانة مرتكبيه اخلاقيا ويقتدون للسجون الرئيس السابق ترمب كان قد اصدر قرارا اوقف بموجبه التدريب على مكافحة التحيز العنصرى فى المؤسسات الفيدرالية، وهو القرار الذى نقضه خلفه بايدن بموجب امر تنفيذى ، لذلك يبدو ترمب اليوم مبتهجا بفوز مرشحه فى فرجينيا وربما لبث الرعب فى اوصال الليبراليين لجهة انه سيستخدم نفس التكتيك فى انتخابات 2022 للحصول على الاغلبية فى الكونغرس تمهيدا لتجريم بايدنوعزله على خلفية انسحابه الفوضوي من افغانستان !!اغلب اصحاب النبوءات السياسية كانوا يتوقعون فوز المرشح الديمقراطى رغم الحديث عن انخفاض شعبية بايدن والصراع بين الديمقراطيين فى الكونغرس حول اولوية تمرير الاموال التى طلبها بايدن ، لكن لم يتوقع احد ان يؤتى مرشح الديمقراطيين من العنصرية .الى أن يتم تسكين الوعى فى عقول الاطفال جيلا بعد جيل سوف يستمر الديمقراطيون فى وصف الجمهوريين بانهم لا يعبأون بالعنصرية بينما يتهمهم الجمهوريون بانهم يرون أى ابيض عنصريا .