في منتديات تواصل الإخوة الخليجيين التي كنت أشترك في بواكيرها بكثافة؛ نشر تعبير تسامحي قبل سنوات قليلة يقول (بكم تبيع أخيك ) و هو سؤال في طياته الكثير من المعاني و قيم الإخاء والمقصود به ان ننظر الي محاسن غيرنا وما أكثرها وان لا نندفع لخسارتهم لمجرد هفوة أو خطأ حتى ان كان متعمدا ساعة اقترافه ، ارتكاب الخطأ ليس بالأمر الحاسم في التجريم لأن من بيده زمام الصواب وحده الذي لا يخطيء – جلّ شأنه كما يجب ان لا نغفل الشحن العاطفي الذي تعرض له الفرد قبل اقترافه ما يرفضه الاخرون
2
في الثلاثاء التاسع عشر من اكتوبر ادلى عضو لجنة ازالة التمكين المجمد من قبل العسكر و القابع الآن في سجون الإنقلابيين اللصوص القتلة؛ الأستاذ وجدي صالح بحديث غير موفق في مضمونه و توقيته و مكانه ، فهو حديث مرفوض و مستهجن بكل العبارات الممكنة، حتى ان لم يكن ليقصد ما ذهب إليه الناس من تفسير إلا اننا و مهما تكن الملابسات لسنا في الإستعداد لبيع الجسور وجدي صالح مقابل كلمات أدلى بها و أستنكر بنفسه تفسيرها الجهوي، وجدي الذي عمل مع اخوته من القابعين الآن في سجون نظام الإنقاذ في نسخته الثانية على فضح اللصوص المتدثرين بثياب الدين و الذين نهبوا اموال اليتامى و الارامل على مدار ثلاث عقود لا أحد يستطيع المزايدة عليه في حب هذا الوطن وإنسانه، تفاني وجدي صالح و زملاؤه في لجنة ازالة التمكين و إسترداد اموال الدولة هو ما عجّل بالإنقلاب الذي قاده المؤتمر الوطني عبر ممثله عبدالفتاح البرهان خلال الايام القليلة الماضية.
3
تناول حديث الأستاذ وجدي صالح بتلك الصورة يعتبر إستثمار في النفايات وهو آخر ما يحتاجه الوطن في هذه المرحلة المفصلية ستستمر حملات التشويه والتخوين بغرض شق الصف الوطني المصطف حول شعار حرية عدالة سلام ، تارة ببث الأخبار الكاذبة عن موافقة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك على حل الحكومة و تارة اخرى بإثارة النعرات القبلية و الجهوية على غرار النسخة الأولى من حكم نظام الإنقاذ
4
ما كان يقوم به وجدي صالح و محمد الفكي سليمان و زملاؤهما هو الذي سيؤمن المال اللازم و الأرضية المناسبة لبناء المساكن و المدارس و المستشفيات لسكان معسكرات اللجوء و النزوح و المعاناة التي ساهم في ايجادها قائد الانقلاب المشؤوم عبدالفتاح البرهان و نائبه حميدتي، ليتخلص الأحياء من ضحاياهما و بشكل أبدي من الخيام التي أتهم وجدي صالح بهتاناً بالإستخفاف و التندر بها.
5
من المشفق ان تستعين الولايات المتحدة بدولة إسرائيل لقربها من قادة الانقلاب في السودان لإيجاد مخرج للانقلابيين القتلة، إلا أننا نرحب بكل وسيط يعيد للعسكريين بعض العقل لإطلاق سراح رئيس الوزراء و حكومته و مؤسساتها المحتجزة في السجون، من الأفضل ان يكف قادة الانقلاب عن الأكاذيب؛ فلن يكن رئيس وزراء الشعب في زمرة الحانثين بالقسم، و ان يذهبوا بنفاياتهم بعيدا عن وجدي صالح فهو منا و نحن منه، و هو يشبهني و أنا أشبهه بإعتزاز
د.حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com