في لقائه الجالية السودانية بواشنطن – سفير السودان بالولايات المتحدة الدكتور نورالدين ساتي:
علينا العمل لإيجاد صيغة يتفق عليها الجميع، وهذا… سيقود الي فراغ دستوري
لابد أن نعترف بأننا قد أخطأنا كثيراً. وقصرنا وتهاونا كثيراً.. وتركنا فراغاً ملأه العسكر
تناديت منذ العام 2019 لكل مكونات الثورة بأن تنخرط في مؤتمر تداولي للثورة
الأستاذ الصحفي الاستقصائي عبد الرحمن الأمين: الثورة السودانية لم تغب عنها الشمس
في لقاء إسفيري نظمته الجالية السودانية في واشنطن، مساء الأحد السابع من نوفمبر 2021 استضافت فيه كلاً من السفير الدكتور نورالدين ساتي، سفير السودان الشرعي والمعترف به من قبل الإدارة الأمريكية، والأُستاذ الصحفي الاستقصائي عبد الرحمن الأمين. وتناول مجمل اللقاء الأزمة التي يمر بها السودان، في ظل إنقلاب الخامس والعشرين من إكتوبر.
وأوضح السفير أن صوت الشارع أضحي واضح وهو عدم التعامل مع الانقلابيين. وأن الإدانات الدولية أرسلت رسائل قوية للإنقلابين، وخص قرار الإتحاد الإفريقي بتجميد عضوية السودان في كافة مناشط الإتحاد الأفريقي. إضافةً الي موقف الإدارة الأمريكية والإدانات التي أصدرتها لجان شؤون العلاقات الخارجية على مستوي مجلسي الشيوخ والنواب. وأن لتفجر الأوضاع في أثيوبيا دور في تأخير عمل المبعوث الأمريكي للقرن الأمريكي الموجود في نيروبي حالياً، لإنشغاله بالوضع في أثيوبيا، والذي كان من المقرر أن يبدأ زياراته يأبوظبي وإسرائيل لولا تسارع وتيرة الصراع الأثيوبي وتداعياته في المنطقة. وأضاف الدكتور ساتي، بأن المبعوث الأمريكي لن يلتقي الإنقلابيين، ولن يقومو بدور الوساطة، لأن في ذلك إشارة في إعطائهم شرعية للحكم على البلاد.
وتساؤل السفير عن إلغاء الوثيقة الدستورية وعدم التعامل معها؟ وأنه وفي هذه الحالة لابد من إيجاد صيغة تمكن من التعامل مع هذا الوضع. وحذر الدكتور ساتي، من وجود فراغ دستوري، واقترح بأنه لابد من إيجاد بديل وتسويق وأن يُسوق هذا البديل شريطة ألا يكون هناك فراغ دستوري.
وأضاف السفير بأن الشعب صوته واضح الآن. وقال “نعلم أن هذا الشعب بإمكانه تقديم الكثير من التضحيات من أجل الإنعتاق النهائي للحصول على حريته الكاملة. هذا يتطلب رؤية. ماهي الرؤية التي يمكن أن نصل إليها وتتوافق حولها كل مكونات الثورة، من أجل المضي الي الأمام، وتوحيد الجميع حول هذه الرؤية مهم جدا، حتى لا نقع في نفس الأخطاء التي ارتكبناها في العامي السابقين. لابد أن نعترف بأننا قد أخطأنا كثيراً. وقصرنا وتهاونا كثيراً، وتركنا فراغ ملأه العسكر. ويجب الا يحدث ذلك مرةً أُخري”.
وأضاف الدكتور السفير بأننا قد قدمنا لهم إحساس بأننا ليس علي قلب رجل أو امرأة واحدة. في إشارة للعسكر. وأنه قد تم استغلال هذا الصراع بيننا. وقال: “أنا شخصياً، تنبهت به منذ العام 2019. وأكرر مرة اخري، حيث تناديت لكل مكونات الثورة بأن تنخرط في مؤتمر تداولي للثورة، كيما نضم الصفوف مرة اخري. وللأسف لم يحدث هذا. وهو درس كبير جداً. هذا الإنقلاب جرس انذار للجميع. أنا اري العديد من المجموعات والمكونات (من الجاليات والمكونات المدنية في جميع انحاء العالم، يتنادون أن يكون هناك مخرج) لابد من الاتفاق وبناء جسم واحد موحد. كيما نلتف حوله”.
أما بالنسبة للمجتمع الإقليمي والدولي، فقد أوضخ السفير بأنه قد أرسل وأضح عدة رسائل لهم. حيث قال:” أود أن أوضح وأرسل رسالة كدبلوماسي. أيضاً تركنا فراغ كيما يستغله العسكر. فإذا كانت هناك دول في المنطقة تعاملت مع العسكريين، هذا أيضاً نتيجة أننا لم نقم بعملنا بصورة سليمة في التعامل مع تلك الدول. هنالك دول لدينا مصالح معها ولايمكن أن نستغني عنها. سواءاً مصالح مادية ومالية وعمالة بشرية. واعتمدنا عليها كثيرا في الحقب السابقة لاسباب تعرفونها، فمن الأصلح إيجاد وسيلة للتعامل مع تلك الدول. هناك بعد يمكن ان نسميه جيواستراتيجي. سواء مصالح تتعلق بالمياه، او بالأراضي، أو أشياء اخري. رؤيتنا الجديدة لابد من أن تأخذ في الحسبان هذه الأشياء، وان لا نترك فراغ. لأن هذا الفراغ يملأه العسكر، وقد ارتبطوا به من قبل، بإرسال مقاتلين، أو تجارة ذهب الخ.. ولابد من دراسة هذه الأشياء وكيفية التخلص منها عن طريق الحوار. تبادل المعلومات لبناء الثقة. وأن بعض هذه الدول، تعتقد أن السودان لا يستقر إلا في ظل وجود حكم شمولي. وقد أوصلنا لهم مفهوم أن الحكم الشمولي لم يقدم للسودان استقرار على مدي 53 عاماً. ولهذا قرر الشعب أن يتخلص من أي شمولية واستبداد وحكم عسكري. هذه رسالة نوجهها الي تلك الدول بأنه لن يكون هناك استقرار وقد ذكرت ذلك بأكثر من لغة!
الاستقرار لن يكون الا بالوصول لهذه الثورة الي أهدافها المشروعة في الحرية الكاملة للسودان الجديد الذي ننادي به منذ فترة طويلة”.
من جانبه تحدث الصحفي الكبير الأستاذ عبد الرحمن الأمين، عن دور الإدارة الأمريكية في مساندتها للحكم المدني. وأن هذا الشعب العظيم السلمي هو الذي أجبرها لتقف بجانبه. والذي جر معه كل هذا الزخم الدولي. وأن الحديث المتكرر عن الإلهام الذي ساقه الشعب السوداني علي مستوي العالم. وأن هذه الروح الثورية السلمية هي ملهمة للعالم، وأن هذا الشعب “عجيب” على حد وصفه. وأن سلاح السلمية هو سلاح مبهر. ووصف الأستاذ عبد الرحمن الأمين بأن الثورة السودانية لم تغب عنها الشمس، في مقارنة لمقولة أن الإمبراطورية البريطانية لم تغب عنها الشمس. وأضاف بأن هذه الثورة كونت إمبراطورية كحبل معتصم بين جميع أبناء السودان في الخارج والداخل.
وتتواصل لقاءات الدكتور ساتي بالجاليات والمكونات المدنية السودانية المختلفة في مسعي منه لإيجاد صيغة توافقية وجسم واحد يعبر عن طموحات أبناء المهجر السوداني، وينعكس على الشارع السوداني وثورته.