*السودانيون في الخارج مهما طالت مدة غيابهم‘ وإن حصلوا على جنسيات أخرى يحملون في دواخلهم هموم السودان وينشغلون بكل ما يشغل بال أهله وأهلهم فيه‘ ويحلمون معهم بمستقبل أفضل في سودان أرحب.
*لذلك فإنهم يتنادون فيما بينهم من وقت لآخر للتفاكر حول بعض القضايا المطروحة في الساحة السودانية‘ مثل اللقاءات الدورية التي كان ينظمها المنتدى الأدبي السوداني للتداول حول بعض الشأن السوداني.
* كان اللقاء حول كتاب لم ير النور بعد عن تحديات الفكر السوداني تأليف بشرى الفكي المقيم حالياً بسدني‘ بعد أن وزع على المشاركين في المنتدى ما اعتبره مقدمات نظرية .
*طرح بشرى في ورقته هذه السؤال التالي : ماهو الفكر السوداني ؟ وخلص إلى الاتفاق مع تعريف تاج السر عثمان في أنه حصيلة تفاعل المؤثرات الخارجية الدينية والإنسانية مع الموروث الفكري المحلي.
*استصحب المساهمات المقدرة للمدارس الفكرية والسياسية التى أثرت في المجتمع السوداني‘ وقال إن الفكر السوداني لا يمكنه الانعزال عن المؤثرات الخارجية لكنه يحتفظ بخصوصيته‘ وهذا هو سر المساجلات الجارية حالياً حول الهوية والوحدة الوطنية وأزمة الديمقراطية.
*قال بشرى الفكي إنه لا يهدف لبناء مشروع فكري جديد‘ وأن ما يطرحه شحنة إضاءات على مجمل الحراك الفكري السوداني الذي غذته مختلف المكونات الدينية والسياسية‘ وأنه ينبه الأذهان للآثار الظاهرة للعولمة وهندسة الموافقة التي تسعى لإعادة تشكيل العالم وفق مصالح اقتصادية قابضة وضاغطة ومؤثرة.
*المداولات التي جرت من الحضور في المنتدى الادبي السوداني بسدني أكدت أهمية المحافظة على مقومات الفكر السوداني المتداخلة والمتراكمة‘ وبلورتها في مشروع فكري قومي دون أن يعني ذلك الانكفاء على الذات والتقوقع داخل قالب أصم جامد.
*تم التركيز أيضاً على ضرورة الانتباه لمهددات الصرف الذهني عن القضايا المصيرية ومحاولة إغراق أهل السودان في خلافات ونزاعات فوقية تصرفهم عن تطلعاتهم المشروعة في تحقيق الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والديمقراطية السياسية والعدالة الاقتصادية والتنمية المتوازنة في وطنهم الذي يسعهم جميعا.