——————————
وزير خارجية قطر في واشنطن غداً الجمعة للاجتماع بوزير الخارجية وإدارة بايدن
عبدالرحمن الأمين
تواصل الدبلوماسية الأمريكية التحشيد الدولي والإقليمي بعد ان دخلت عملياً إجراءات خنق الانقلاب “البرهاحميتي ” مرحلة التطبيق الفعلي . هذا الضغط مقرر له الانفجار بقرارات متزامنة من جبهات ثلاث : أولها مناشدة صارمة من مجلس الأمن الدولي تتجاوز الفيتو الروسي اوإنذار من بلدان الترويكا والاتحاد الأوربي، وتلويح بتطبيق مقاطعات أميركية مالية موجعة علي النظام الانقلابي تستهدف عوائد صادرات الذهب، والودائع المالية في المصارف الإقليميّة.
بعد الضغط علي مصر، عبر وزير خارجيتها د. سامح شكري خلال يومي 8-9 من نوفمبر الجاري ، جاء الدور علي قطر، إذ يبدأ غداً الجمعة (12 نوفمبر 2021م) الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية زيارة رسميّة مهمّة علي رأس وفد تنفيذي كبير .
الاهتمام بهذه الزيارة ، والإعلان المبكر عنها أمس، يكشف كيف أن واشنطن غدت تهتم باستثمار أي فرصة لقاء مع حلفائها في المنطقة لانتزاع مواقف مؤيدة لسياستها المناهضة لانقلاب البرهان والمنحازة تماماً لتطلعات الشعب السوداني في حكم مدني ديموقراطي .
فقد انتهزت فرصة الاجتماعات السنويّة الإستراتيجيّة مع مصر للضغط بذلك الاتجاه، رغم دور مصر المعروف في التخطيط للانقلاب، وما تحسه القاهرة من مرارة تجاوزها وعدم الاكتراث برغبتها في تخفيف لغة بيان الإدانة الرباعي، وما تضمنه من مطالبة ملحة بإرجاع الأمور لما كانت عليه قبل 25 أكتوبر .
هذا البيان الذي صدر بتوقيعات السعوديّة والامارات وبريطانيا والولايات المتحدة أغضب القاهرة جداً، إذ مثّل صفعة أميركية قاسية برسالة فحواها ن أميريكا لا تعترف باحتكار مصر للشأن السوداني، بل هي المرة الأولي الذي تضع فيه واشنطن أمر السودان في اياد إقليمية غير مصرية.
بذات الحرص، بات في حكم المؤكد أن تتوسط هموم الإدارة الأميركية بما يجري في السودان المحادثات الأميركية القطرية مع تزايد إشارات التحالف الوثيق ما بين البرهان وحميدتي، من جهة، و رموز نظام البشير المخلوع من جهة مقابلة، فضلا عن ظهور وجوه ارهابية معروفة مثل الداعشي محمد الجزولي .
بمراجعة بعض البنود التي سربتها الخارجية للبنود التي سوف تتصدر حوار العلاقات الثنائية ما بين الدوحة وواشنطن ، يمكن بسهولة تنسم رائحة ملف الانقلاب (البرهاميتي ) وتصميم واشنطن وحرصها علي إبطاله. فقد أفاد بيان الخارجية الأميركية ان المحادثات مع قطر سوف تتطرق، ضمن أشياء اخري، ( للقضايا ذات الاهتمام المشترك بما في الاستقرار الاقليمي ، التعاون العسكري ، محاربة الارهاب والاتجار بالبشر ، حقوق الإنسان والتعاون الاقتصادي ) نص الخارجية الامريكية ( https://bit.ly/3n3be8z ) .
الخلاصة هي أن واشنطن تواصل مناهضتها الشديدة لانقلاب البرهان، وتوظف دبلوماسيّة ضاغطة جداً لإسقاطه باستخدام العديد من الادوات وأهمها الحصار المالي والاقتصاد .
في هذا الإطار ، يؤكد دبلوماسيون مطلعون أن واشنطن وحلفاءها قرروا إفشال خطة الانقلابيين بشراء الوقت، وتطويل أمد الازمة لخلق وقائع جديدة علي الأرض، فمنعوا الدكتور حمدوك من مناقشة الانقلابيين، مباشرة أو عبر وسطاء باعتبار القاعدة القانونية ألاّ رأي للأسير ، وأن الاقامة الجبرية تتوافر فيها كل أركان الإذعان والإكراه.
ورجح هؤلاء أن الاسبوع القادم سيشهد سلسلة من الإنذارات الجادة للبرهان وحميدتي بضرورة تنفيذ المطلوبات المتعلّقة بإلغاء الانقلاب خلال موعد محدد، وقالوا إن تلك الانذارات لن تكون مفتوحة الاسقف.
هذا التوجه الجديد يعني اقتراب إعلان تطبيق عقوبات إقتصادية ذكية، تعمل علي ضرب المصالح المصرفية والمالية وودائع واستثمارات شركات الجنيد التابعة لآل دقلو والحسابات المصرفية الدولارية الخارجية لكبار العسكريين وما يحصلون عليه من شركات امبراطورية (منظومة الصناعات الدفاعية )، وهي ما كان يعرف بالتصنيع الحربي.
وقالوا إن إعلان وزارة المالية الأمبركية يوم أمس عن تفاصيل التسوية التي تمت ما بين (إوفاك ) وهو مكتب السيطرة علي الأصول الاجنبية Office of Foreign Assets Control كان الهدف منه التذكير بأن البنوك العربية، وفِي كل البلدان، معرضة للمحاسبة والغرامات الباهظة إن تجرأت وخرقت القوانين الاميركية، وتسترت علي أموال مودعة لديها مهما طال الزمن، وتعددت الذرائع .
aamin@journalist.com