يبدأ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أولى رحلاته إلى إفريقيا، الأسبوع المقبل، حيث يزور كينيا، ونيجيريا، والسنغال، فيما قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، إن الأزمة في كل من السودان وإثيوبيا، وقضيتى تغير المناخ ولقاحات كورونا، أبرز المناقشات المرتقبة.
وذكرت مجلة “فورين بوليسي” أن الجولة بمثابة محاولة من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، “للتصدي للأزمات السياسية الناشبة في شرق إفريقيا، والدفع قدماً بأجندتها لتعزيز الديمقراطية في الخارج”.
وتمثل رحلة بلينكن أهم زيارة قام بها مسؤول في إدارة بايدن إلى القارة الإفريقية. وتأتي في وقت يواجه فيه المجتمع الدولي ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بـ “وباء الانقلابات العسكرية” في إفريقيا.
ورغم الصراع المتفاقم بسرعة في إثيوبيا، والذي أدى إلى نشوب أزمة إنسانية كبرى، لن يقوم بلينكين بزيارة أديس أبابا، كما أنه لن يتوجه إلى السوادان، حيث أدى الاستيلاء العسكري على السلطة إلى أزمة طاحنة، وقضى على الانتقال المترنح إلى الديمقراطية، بحسب “فورين بوليسي”.
“تعزيز الديمقراطيات”
وتوقع مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، تحدث إلى المجلة، شريطة عدم الكشف عن هويته، أن تمثل كلتا الأزمتين، الإثيوبية والسودانية، الموضوع الرئيسي الذي سيناقشه وزير الخارجية الأميركي خلال رحلته.
ولفتت “فورين بوليسي” إلى أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن لمنطقة القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، “قام بعدة زيارات إلى كلتا الدولتين”.
وأكد ثلاثة مسؤولين مطلعين لـ “فورين بوليسي” أنه كان من المقرر قيام بلينكين بزيارته الأولى إلى إفريقيا “في وقت سابق من هذا العام”، لكنها تأجلت بسبب أفغانستان، على إثر الانهيار السريع لحكومتها أمام اجتياح طالبان، أغسطس الماضي.
وذكر المسؤول رفيع المستوى لـ “فورين بوليسي” أنه مع اقتراب موعد انطلاق جولته الإفريقية، سيكون أحد أهم بنود جدول أعمال بلينكين هو “تعزيز الديمقراطيات”.
وأشارت المجلة إلى أنه “لطالما كان تعزيز الديمقراطية في الخارج أحد الأولويات الرئيسية في السياسة الخارجية لبايدن منذ توليه منصبه”، مضيفة أن هذا الاهتمام سيبلغ ذروته في “قمة الديمقراطية” الافتراضية التي يستضيفها الرئيس الأميركي الشهر المقبل.
“أعلى معدل انقلابات”
وتواجه هذه الأجندة في الوقت الراهن رياحاً معاكسة في إفريقيا، حيث تم الإطاحة بالعديد من الحكومات عبر انقلابات عسكرية، وقعت خلال العام الماضي، بما في ذلك حكومات قادة استبداديين شاركوا مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب وعدد من المسائل الأمنية، بحسب المجلة.
ووفق “فورين بوليسي”، يأتي الانقلاب العسكري في السودان كرابع الانقلابات التي شهدتها إفريقيا، هذا العام، بعد كل من تشاد، ومالي، وغينيا، بخلاف محاولات فاشلة في ثلاث دول أخرى، هي جمهورية إفريقيا الوسطى، والنيجر، ومدغشقر، ما فاقم أعلى معدل انقلابات، ومحاولات انقلابية، شهدتها القارة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ويخطط بلينكن للقاء أعضاء المجتمع المدني في كل دولة من الدول الثلاث التي سيقوم بزيارتها، إضافة إلى لقاءات بكبار المسؤوليين الحكوميين الأجانب.
وأضاف المسؤول رفيع المستوى لمجلة “فورين بوليسي”: “لنثبت من خلال ما نفعل وما نقول، أننا نستثمر في شراكات مع الشعوب الإفريقية إلى جانب الحكومات الإفريقية، من أجل دفع عجلة القيم الديمقراطية”.
مواجهة كورونا وتغير المناخ
وتتضمن البنود الرئيسية الأخرى على جدول أعمال وزير الخارجية الأميركي التصدي لجائحة فيروس كورونا، حيث تتخلف الدول النامية في إفريقيا كثيراً عن الدول الأكثر ثراءً في الحصول على اللقاحات، وتغير المناخ.
وتأتي جولة بلينكين الإفريقية في أعقاب مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي لتغير المناخ، المعروف باسم “COP26″، والذي اقترحت فيه الدول الإفريقية عقد محادثات بشأن صفقة تمويلية بقيمة 700 مليار دولار لمساعدة القارة على التكيف مع تغير المناخ، وتسريع وتيرة جهود إزالة الكربون.
وتسهم القارة الإفريقية بحوالي 4% من إجمالي انبعاثات الكربون العالمية، لكن الدول الإفريقية تأتي ضمن الدول الأكثر عرضة للتأثر بالظواهر المناخية المتطرفة، والجفاف، والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.