أكد الشعب السوداني في الداخل والخارج رفضه التام لانقلاب البرهان والفلول والمرتزقة، واستطاع رغم كل الاجراءات الأمنية المشددة والتعتيم الالكتروني المتعمد والمحاولات اليائسة والبائسة حرمانه من حقه في التعبير وإسماع صوته لفرض إرادته الهادفة لمواصلة تحقيق أهداف ثورته الشعبية بعيداً عن كا أنواه الديكتاتورية والهيمنة والوصاية المدعاة.
لن أكرر هنا المطالب التي أجمعت عليها الجماهير الثائرة على تحقيقها فهي معروفة ومعلومة للعالم أجمع عبر نقل السلطة الانتقالية كاملة للحكومة الانتقالية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك وعودة كل مؤسسات الحكومة، وفي مقدمتها لجنة تفكيك التمكين والإسراع بقيام مؤسسات الحكم الانتقالي والمفوضيات المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية دون الدخول في مفاوضات جديدة.
قدمت الجماهير الثائرة في الثالث عشر من نوفمبر الحالي درساً جديداً من دروس العبقرية السودانية التي تتجلى في الملمات وهى تخرج بكل ألوان طيفها السياسي والمهني والمجتمعي من كل أنحاء السودان، ومن جميع أصقاع العالم لتجدد العهد بأنها عازمة على المضي قدماً للأمام وتؤكد ان الردة مستحيلة.
مرة أخرى نقول ليس من مصلحة أي مكون من مكونات الدولة السودانية إفتعال معارك مصطنعة فيما بينها لأن الصراع معلوم بين تيار الانتقال للحكم المدني الديمقراطي وبين تيار الانقلاب عليه وقد فشل اإنقلابيون في محاولتهم اليائسة والبائسة إختطاف ثورة ديسمبر الشعبية بالانقلاب عليها وعلى مؤسسات الحكم التي شاركوا فيها، وعليهم الاعتراف بفشلهم والتعاون المؤسسي مع الحكومة المدنية للسير قدماً في تحقيق تطلعات المواطنين المشروعة والمستحقة لاسترداد الديموقراطية وتحقيق السلام العادل الشامل وبسط العدل ومحاكمة المجرمين والفاسدين وتأمين الحياة الحرة الكريمة لهم.
إن الشعب السوداني الذي ناضل طويلاً بمشاركة باسلة من الكنداكان والشباب ضد الديكتاتوريات المختلفة يستحق ان ترتفع القيادات السياسية والمهنية والمجتمعية إلى رحاب اماله المقدسة والعمل سوياً من أجل بناء سودان المواطنة والديمقراطية والسلام والعادالة والحياة الحرة الكريمة للجميع.