أطلق “صحفيون لحقوق الإنسان – جهر” بياناً حول ما اقترفه الانقلاب من تجاوزات ضد الصحفيين، وجاء فيه: خطوة تصعيدية – مُتوقّعة – ضد حرية الصحافة والتعبير، وفى إطار مواصلة مخطط، السلطات الانقلابية فى الخرطوم، لفرض حالة “الإظلام الإعلامي” التام، فى السودان، اعتقل الانقلابيون، مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم، الصحفى المسلّمي الكباشي، من منزله، بحسب بيان صحفى صادر من قناة الجزيرة بالدوحة. وطالبت الجزيرة، السلطات السودانية، باطلاق سراح مدير مكتبها فوراً ، وعدم مضايقة صحفييها، والعاملين بمكتبها بالسودان، وقالت الجزيرة فى بيانها – لم نتحصّل على نسخة منه، بسبب انقطاع الإنترنت – أنّ قوّة أمنية داهمت منزله، واعتقلته. ودعت قناة الجزيرة السلطات السودانية، السماح لصحفييها بالسودان، بأداء مهامهم دون ترهيب، وحمّلتها مسؤولية سلامة العاملين بمكتبها في الخرطوم.
تُشير معلومات تحصّلت عليها (جهر) من مصادر متعددة، أنّ اعتقال الصحفي المسلمي الكباشي، حدث بعد منتصف ليلة أمس – السبت – من منزله بضاحية الحلفايا شرق، بمدينة الخرطوم بحري، وأُقتيد إلى مكان مجهول، وفي الصباح، ذهب به معتقلوه، إلى نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة بالخرطوم، ولكنّها لم تُقيّد فى مواجهته، أيّة بلاغات تحت مواد محددة، رُغم أنّها تُروّج لوجود بلاغات ضده، فيما تلقّت أسرته “وعود” و”تطمينات” (شفاهية) بإطلاق سراحه، خلال يوم الأحد أو الإثنين، بدعوى عدم اكتمال التحقيق معه، فى البلاغات المزعومة. من جهتنا فى (جهر) لم نتمكّن بعد – وحتّى وقت صدور بياننا هذا – من التواصل مع أيّ من أفراد أُسرة الزميل الصحفي المسلّمي الكبّاشي، بسبب صعوبات الاتصال الهاتفي فى السودان.
تُفيد (جهر) من متابعاتها، ورصدها الميداني للانتهاكات، أنّ اعتقال مدير قناة الجزيرة بالخرطوم، يجيء من السلطة الانقلابية، فى هذا التوقيت – بالذات – كـ”رسالة إلى من يهمّه الأمر”، حيث أنّه ظلّ فى الأيام الفائتة، بمنزله، بسبب وعكة صحية طارئة، منعته من التواجد اليومي بمكتب القناة، ومن مباشرة عمله الصحفى كالمعتاد، ومع ذلك، يتم اعتقاله، بمداهمة منزله بعد منتصف الليل.
تؤكّد متابعات (جهر)، أنّ عدداً من مكاتب، ومراسلي القنوات الفضائية بالخرطوم، بما فى ذلك، مكتب الجزيرة ، ظلّوا يتلقُّون “تحذيرات” و”تهديد” بصورة دورية، من ضباط يتبعون للاستخبارات العسكرية، والتوجيه المعنوي، بعدم نشر أخبار وتغطيات صحفية، “تتعارض” مع الخط الإعلامي الدعائي للانقلاب، ومن العبارات المُحذّر منها عدم ايراد عبارة “انقلاب”، فى التقارير الصحفية، التي يُعدّها الصحفيون من الخرطوم، والإصرار على وصف ما حدث بأنّه “تصحيح لمسار الثورة”، وليس “انقلاب” !.
صحفيون لحقوق الإنسان (جهر)، تُدين بأشدّ العبارات، اعتقال الصحفيين/ات، والتضييق عليهم/ن، واستهداف المراسلين/ات الصحفيين/ات، وتؤكّد تضامنها مع الصحفي المسلّمي الكبّاشي، وكافة الصحفيين المعتقلين، وفى مقدّمتهم الصحفي فائز السليك، الذي أُعتُقل بعد ظهوره في مقابلة على الهواء “مباشر”، وبمجرّد خروجه من الاستوديو، بمكتب قناة الجزيرة بالخرطوم.. وتري (جهر) أنّ اعتقال وتهديد الصحفيين بالاعتقال، يجيء ضمن تدابير مدروسة ومرسومة – مُسبقاً- من السلطة الانقلابية، للتضييق على الصحافة، والصحفيين والصحفيات، بغرض فرض المزيد من حالة “الإظلام الإعلامي” الذي كرّسته السلطة الإنقلابية فى البلاد.
نُجدّد فى (جهر) وقوفنا فى الصفوف الأمامية، لـ(صحافة المقاومة)، ومواصلة قيامنا بمهامنا، ومسؤولياتنا المهنية، فى البحث عن الحقيقة، ونشرها للناس، وسنواصل جهدنا في كشف الزيف الإعلامي، الذي ينشره ويُروّج له الإنقلاب العسكري، والذي يظهر بصورة واضحة، فى المحتوى الإعلامي المُضلّل، الذي يبثه (تلفزيون السودان)، و(إذاعة أم درمان)، فى فضح الانتهاكات التي تتعرّض لها حرية الصحافة والتعبير، برصدها وتوثيقها ونشرها، على الملأ، إلى جانب قيامنا بدورنا فى التضامن مع زملاء وزميلات المهنة الصحفية والإعلامية.
عاشت الصحافة السودانية حرّة مستقلّة… الحرية للصحفيين المعتقلين.
اطلقوا سراح الصحفيين، و”المواطنين الصحفيين”، وكافة المعتقليين .
صحفيون لحقوق الإنسان – جهر
الأحد 14 نوفمبر 2021 – الخرطوم