كتبت قبل ذلك منتقداً موقف بعض السودانيات اللاتي رفضن عودة والدهن إْلى البيت بحجة أنه يسبب إزعاج لنسابتهن وطالبن بنقله من المستشفى إلى دار العحزة واستكرت هذا السلوك الذي لايشبه ديننا ولا إرثنا المجتمعي.
خلال متابعتي لأوضاع كبار السن في دولة استراليا المتعددة الثقافات والأعراق لمست كيف يجد كبار السن معاملة متميزة في شتى مجالات الرعاية المجتمعية وتسهيلات وتحفيضات مقدرة في تعريفة المواصلات وعند شراء حاجاتهم من الأسواق، وتوجد مراكز مجتمعية ومكتبات توفر لهم الفرص للدراسة والتعلم في فصول مفتوحة لكل الأعمار.
توجد أيضاً مراكز وأندية توفر لهم بعض ألمعينات الرياضية لممارسة التمارين الرياضية تحت إشراف مدربين مؤهلين لتدريبهم وفق كل حالة على حده، وهناك خدمات خاصة لهم في مراكز السمع وفي مكاتب خدمات الترحيل التي توفرها الولايات المختلفة.
هذا إضافة للمعاملة الكريمة التي يجدها كبار السن في الشوارع والميادين والحدائق العامة وفي المركبات تصل لدرجة مساعدتهم في الصعود والنزول من الحافلات إذا لزم الأمر.
أُتيحت لي فرصة زيارة دار من دور الرعاية الخاصة بكبار السن ولمست حجم الخدمات التي توفر لراحتهم بما فيها تخصيص صالات وأمكنة للقاءات الجماعية والترفيه مع الاخرين المقيمين معهم أومع الذين يزوروهم تحت إشراف أطباء واختصاصببن إجتماعيين ونفسيين يتابعون حالاتهم الصحية البدنية والذهنية والنفسية.
شاهدت عبر إحدى القنوات الفضائية المعنية بالأنشطة الإجتماعية مشهداً مبهراً لأطفال في مرحلة التعليم قبل الابتدائي ومهم بعض المعلملت والإخصائيات الإجتماعيات وهم يزورون داراً لكبار السن ويتركوا الأطفال كي يشاركوا كبار السن في ألعابهم ورسوماتهم
سرعان ما تعززت العلاقات بين الأطفال وبين كبار السن الذين تشجعوا على الكلام معهم والحركة وشارك بعض كبار السن الأطفال في رسوماتهم ودخلوا معهم في مسابقات رياضية خفيفة بقيادة الأطفال لهم وفجرت الزيارة وسط كبار السن حيوية وتفاعل أدهش المرافقين والمشاهدين.
هذه التجربة التربوية الإيجابية تستحق الدعم والمساندة والتشجيع واستلهامها في بيوتنا ومنتدياتنا لاسترداد الحميمية التي التي أصبحنا نفتقدها في ظل طغيان الحياة المادية وازدياد الضغوط الإقتصادية والمعيشية، وإحياء هذه القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية التي تعزز التماسك الأسري الأهم للتماسك المجتمعي المحيط.