منذ انقلاب اللجنة الأمنية لنظام المخلوع في ٢٥ أكتوبر الماضي تطل علينا يوميا وجوها من المتسلقين الانتهازيين الذين يسمون أنفسهم بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان مثل الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي والدكاترة والبروفيسورات أصحاب الشهادات المضروبة الذين يمكن الإتفاق علي وصفهم بالإفلاس والخواء الفكري عندما تراهم يتصدون بالتعليق علي الأسئلة الموجهة اليهم في القنوات الفضائية ..
لقد تخصص أحد مذيعي قناة إخبارية معروفة في استضافت هذه النماذج الهزلية حتي يتم فضحهم من دون استئذان لغبائهم المستتر .. أكثر ما يثير الشفقة علي تلك الأبواق المفلسة المأجورة هو انعدام المنطق وإنكار الحقيقة التي لا يختلف عليها إثنان لدرجة إمكانية وصفهم بالمكابرون الذين ينكرون ضؤ الشمس وهي ساطعة في كبد السماء .. كيف يمكن لخبير استراتيجي أن ينكر أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ما زال حبيسا وتحت الإقامة الجبرية المشددة بل ويذهب بأكثر من ذلك ليؤكد بأنه حرا طليقا ويمارس حياتة اليومية بصورة طبيعية !!! رغم ان العالم كله يعرف كذب هذا الإدعاء الذي يتبناه هذا الخبير المزيف الذي لا يرتد له طرف في النفاق .. ومن سخريات القدر يطل علينا أيضا في القنوات الأجنبية التوم هجو الذي يكرهه الشجر والحجر قبل بني البشر ليصرح علي الملأ بأن المسؤولين من قتل المتظاهرين هم من خلايا الحزب الشيوعي وحزب البعث وان القصد من وراء ذلك القتل هو لتأجيج نار الإحتجاجات ضد تلك الطغمه الباغية التي تحاول سرقة ثورة شعب جبار يحاول الزود عن حريته وكرامته بكل ضرواة وشجاعة .. أيضا يستمر مسلسل السخرية عندما يطل علينا في لقاءات أخري الدكتور الهادي عجب الدور ليقول في احدي القنوات الإخبارية أن الذين خرجوا في التظاهرات هم بضع مئات من الأطفال ولا يمثلون الشعب السوداني رغم أن المذيع يحاول أن يفحمه بالمنطق والصورة أنه كاذب في قوله ويجافي الحقيقة الماثلة أمام اعين كل العالم إلا أنه يصر على رأيه ويحاول أن يفرضه فرضا علي المشاهد الذي يتابع هذا الحوار الفاقد للمنطق والمصداقية من شخص يدعي بأنه دكتور وخبير إستراتيجي .. (هانت الألقاب والدرجات العلمية) ..
لا يختلف في هذا الهراء المضحك بعص العسكر من أصحاب الرتب الرفيعة الذين تمت استضافتهم لتحليل الأحداث التي تجرى في البلاد أمثال اللواء حنفي عبدالله واللواء محمد عجيب الذين يعملون بالمعاهد الاستراتيجية العسكرية .. حنفي وعجيب دائما يصرون في مداخلتهم علي حق ألجيش في الوصاية علي أمر البلاد ومستقبل العباد وفات عليهم أن ذلك الافتراء يتضارب مع تصريحات قادة الانقلاب (الكاذبة) بأنهم ملتزمون بأوامر الشارع وتلبية رغباته في الانتقال بالتحول الديمقراطي المدني .. هذا المسخ من الخبراء يروج فقط لصلف العسكر وتعاليهم علي المدنيين بسبب مرض الدونية التي يعاني منها للأسف الكثير من القادة العسكريين ..
بالعودة مرة اخري لظاهرة التوم هجو تلك الظاهرة الغريبة التي أطلت علينا بعد توقيع إتفاقية سلام جوبا الذي ورط البلاد وشعبها بتلك المسارات الهلامية المصنوعة والتي اتت بامثال النكرات التوم هجو والجاكومي وبرطم وغيرهم من الانتهازيين الذين يسعون فقط لتحقيق مصالحهم الشخصية بإسم تلك المسارات المشبوهة التي ولدت ميتة ومشوهة وبدون مشورة أهلها ..
التوم هجو رغم جعجعته وانتهازيته البغيضة الصارخة لم يتمكن ان يجد له مكان في الساحة السياسية بسبب افتقاره لقاعدة شعبية يستند عليها .. التوم هجو كان ومازال منبوذا في أكثر من كيان سياسي وأخرها الطرد من الاتحاديين ولم يجد من بعدهم غير المغرور الجاهل وصاحب المزاج المتغلب مني اركو مناوي لينضم إليه رغم التنافر البائن وتتضارب المصالح بينهم .. الغريب في أمر التوم أنه لا يشعر بانه منبوذ من الجميع لحد الكراهية ومكان سخرية وتندر أينما حل لانه لا يستطيع إخفاء نفاقه وكذبه مع تلك البلاهة الواضحة في ملامحه الممزوجة بالسذاجة والسطحية في سلوكه .. التوم يمتاز بالتملق لحد القرف .. وأمثاله هم خصم علي اي مكون سياسي ينتمي اليه ولا يمكن قبوله إلا عند الساقطين من شاكلته الذين لا ضمير ولا وطنية لهم تجاه أوطانهم ( الطيور علي أشكالها تقع) ..
الشيء المؤكد أن ثورة ديسمبر المجيدة لا يمكن أن تسقط علي ايدي المفلسين من أمثال التوم هجو وخبراء الزيف من حملة الألقاب المضروبة الذين ينصبون أنفسهم أبواقا للانقلابيين الخونة من أجل منافعهم الشخصية الضيقة ..
الخلاصة .. سوف تظل إرادة الثورة مشتعلة ومستمرة بإذن الله .
د. عبدالله سيد احمد
abdallasudan@hotmail.com