ليس غريباً هذ التصعيد الدموي من قبل البرهان وعصبته بقيادة قائد قوات الدعم التي تبناها الرئيس المخلوع لحمايته واستغلها في حربه ضد الشعب فاستمرأت وتقوت حتى بعد انتصار ثورة ديسمبر الشعبية وانقلبت ضدها وضد كل مؤسسات الحكم بمافيها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ومكنت لنفسها ومعها قوات ومليشيات موالية لنظام الإنقاذ كي يمارسوا كل أنواع البطش والعنف المفرط والاعتقالات والملاحقات الأمنية التي يعلم الرهان أنها لن تحميه مهما طال الزمن.
كان من المؤمل أن يتم الانتقال السلمي لتولي المدنيين رئاسة المجلس السيادي بنص الإتفاق المعلوم بعيداً عن إفتعال معارك مصطنعة بين مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية: لكن أطماع السلطة والخوف من العقاب دفع البرهان وعصبته للوقوف ضد الإرادة الشعبية التي أثبتت التجارب أنها لم تنسكر ولن تنكسر.
كنا أحرص على الحل السلمي الديمقراطي لكن البرهان وعصبته اختاروا طريق الانقلاب الخائن، ومازلنا نرى ضرورة إعلاء صوت العقل ووقف هذا التصعيد الدموي ضد المتظاهرين العزل الذين من حقهم التعبير عن رفضهم الانقلاب وحرصهم على استرداد الديمقراطية والحياة المجتمعية المعافاة، وما زلنا نرى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن والدفاع بجمع السلاح من كل القوات غير النظامية التي أصبحت أداة في يد الانقلابيين استغلوها في محاولة قمع المتظاهرين وإسكات صوتهم.
مع إيماننا بحتمية انتصار الإرادة الشعبية إلا أننا نخشى على السودان من هذا الانفلات الأمني والتغييب المتعمد لقوات الشعب المسلحة والقوات النظامية الأخرى التي مازلنا نحرص على ضرورة رد اعتبارها وتأمين قوميتها ومهنيتها واستقلالها وإبعادها من الاستغلال السياسي والصراع على السلطة بدلاً من ترك السودان للانقلابيين والفلول والمرتزقة يحاولون هدمه اعلى الطريقة الشمسونية – عليهم وعلى الشعب – الرافض لانقلابهم كما رفض كل الديكتاتوريات السابقة ولم ينكسر بل أفلح في الانتصار عليها.
ربنا ينصر الشعب السوداني ويجعل كيد الانقلابيين في نحورهم.