هل يريد البرهان ضمانات، ممن وضعه رهن الإقامة الجبرية، مقابل إطلاق سراحه؟ وماهي هذه الضمانات أو الشروط؟، إن صحت التسريبات بأن هناك حوارا يدور الآن بين رئيس الوزراء والانقلابي.
وجهة نظري، بغض النظر عن التسريبات، أن يعمل رئيس الوزراء الشرعي على الحصول على حريته، بأي طريقة، ثم لا يأبه لما دار بينه وبين الانقلابي، وأن يعمد فور إطلاق سراحه إلى دعوة الشعب السوداني إلى النزول إلى الشوارع لمقاومة الانقلاب واجهاضه، وأن يقود المظاهرات بنفسه، ويتقدم صفوفها، فهذه سانحة لن تتوفر له ولا لغيره. فرصة ذهبية لكي يصبح رمزاً للنضال ضد الاستبداد كما أصبح رمزاً للمدنية.
إن فعل حمدوك ذلك، فإنه سيكتب اسمه بمداد من ذهب، سيكون رمزا لكل الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية في كل دول العالم، وستدون البشرية اسمه في ذاكرتها وتاريخها كأحد رموزها وملهميها الكبار نحو التحرر والانعتاق.
إن التاريخ والحاضر يفتحان اذرعهما إليك، فلا تتوانى في احتضانهما بمحبة ورفق، وعزيمة وقوة في آن.
إن الفرص الثمينة، لا تأتي إلا استثناء، فكن الاستثنائي فينا، نجعلك ملكا متوجا، ليس بالضرورة بتاج السلطان وصولجانه، بل بهما وبما هو أكثر وأبقى، حين ينصبك هذا الشعب العظيم علامة تاريخية فاصلة وفارقة في مسيرته الظافرة المضمخة بالدماء والدموع والأرواح العزيزة الغالية، نحو تحقيق قيم التحرر من ربقة الديكتاتوريات العسكرية وتحقيق أحلامه المشروعة بدولة العدالة والمواطنة والحرية والرفاهية.
يالها من لحظة تاريخية مفصلية، وضعتها حكمة الأرض والسماء وأقدار الرب بين يديك، فخذها بقوة، خذها بيمينك ياحمدوك، فإن لم تفعل، فالشعب جدير بذلك وهذه حتميته القادمة، فلا تنزع نفسك مما اتاحته لك الأقدار، يا لك من محظوظ، لكن الحظ وحده لا يكفي، فخذ المبادأة وامسك بزمام المبادرة وانتصر لأرواح الشهداء وأحلام الشعب.
فور خروجك من رهنك الراهن، لا تلبث ثانية، أدعو من فورك المواطنين إلى الخروج، وسيلبون، ويأتونك مناصرين من كل فج عميق.
سيذهلك المشهد.
سيذهل العالم كله.
فلا تتأخر عن الموعد.
ولا تتقاعس عن السانحة التي ستكتبك رمزاً إنسانيا ونضاليا عظيماً في تاريخ الشعوب كلها، فلن تعيش أكثر مما عشت، فحقق أكثر مما هو متوقع منك فيما تبقى من عمرك.
قداموالشعبأمامكوخلفكومنجهاتككلها
عبدالجليل سليمان