قبل قليل وضع عبد الله حمدوك الذي تم إخراجه من بيت الطاعة على إعلان سياسي هزيل مع البرهان، وهو إعلان صاغه عسكر الانقلاب ما يرضي توجهاتهم، وينص فقط على إلغاء قرار البرهان بعزل حمدوك دون ذكر بقية أعضاء مجلس الوزراء، وينص على إعادة النظر في تكوين ومهام لجنة تفكيك التمكين، كما يدعو لمشاركة جميع التنظيمات السياسية (ما عدا المؤتمر الوطني في الحكم)- يعني إدخال المؤتمر الشعبي (الترابي) والإصلاح الان (غازي صلاح الدين) وأحزاب الفكة المنشقة عن حزب الأمة الى جانب الأحزاب التي تمت فبركتها قبل اعتصام الموز بيومين (يعني أخرجوا كل قوى الحرية والتغيير من المشهد).
وإمعانا في إذلال حمدوك جلس أمامه خلال التوقيع أمثال مبارك الفاضل والتوم هجو وجبريل إبراهيم ومني مناوي ومحمد الأمين ترك وبعض العمد والمشايخ، إلى جانب أعضاء مجلس التياسة الجديد.
وبهذا يكون حمدوك قد بصم على شرعية الانقلاب، لأن الإعلان لا يتضمن أي نقد للانقلاب او الشهداء الأربعين الذين سقطوا خلال الأيام ال24 الماضية، والعجيب في الأمر أنه وعقب التوقيع على الإعلان شكر البرهان عبد الرحيم دقلو بوصفه “واسطة خير”، في أمر التسوية التي أعتقد انها لا تلزم أحدا، لأن حمدوك أصلا لا يملك صلاحية وسلطة اصدار قرارات سياسية تتعلق بشكل وهياكل الحكم، وبوضع توقيعه على الإعلان يكون قد وقع على نهايته كشخص كان هناك الكثير من التراضي حوله لأنه سلم رقبته للبرهان وحميدتي الذي كان كعادته “متحكرا” في المنصة الرئيسية.