عقد بمدينة جدة اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية لعلاقة (روسيا والعالم الإسلامي) تحت شعار (الحوار وآفاق التعاون) وهدف المؤتمر إلى تقدير المساحة القانونية للمواطنين المسلمين في روسيا، والقادرين على أداء شعائرهم بحرية، وذلك كون الإسلام عنصرا تاريخيا مهما في التراث الثقافي لروسيا، بالإضافة إلى أن 20 مليون مسلم يعيشون في روسيا وتاتي اهمية المؤتمر في امكانه ترميم العلاقة السيئة بين الاسلامية والغرب بعد أن شوهتها الحملة الامريكية بدعوى الحرب على الارهاب التي بدأتها في العام 2001م ، فالمؤتمر يعزز ثقة الدول الاسلامية في روسيا وتبديل النظر السالبة في الدول الغربية التي ربطت الارهاب بالاسلام ودمرت بسببها عدة دول منها افغانستان والعراق وسوريا وحاصرت السودان بدعوى تمويل الارهاب فـ( 20 عاماً ) الماضية زرعت فيها الولايات المتحدة الامريكية أسفيين بين الغرب والدول العربية مما يزيد من أهمية مؤتمر جدة
ثقافة الحوار
قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السيد حسين إبراهيم طه إن الاجتماع يؤكد روح التعاون بين الدول والشعوب، من خلال ثقافة الحوار لا القطيعة، وتوسيع التشاركية لتحييد الأصوات الإقصائية وأضاف السيد حسين إبراهيم طه بأن اهتمام روسيا الاتحادية بالعلاقات مع العالم الإسلامي، وصوته الجامع منظمة التعاون الإسلامي، ودولها الأعضاء يقابله رغبة أصيلة لدى الدول الأعضاء، والمجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء لمواصلة التعاون وتطوير الروابط الثقافية والاقتصادية بين روسيا والعالم الإسلامي وأوضح طه أن شعار المؤتمر “آفاق الحوار والتعاون” يتوافق واهتمامات الجانبين، الروسي والإسلامي، في مجال حفظ السلم والأمن وفض النزاعات ومقاومة التطرف والإرهاب، وكذلك قضايا التنمية المستدامة حيث ان العالم الإسلامي وروسيا بإمكانهما تقديم اسهامات كبرى في حوار الحضارات والثقافات والأديان بما يعزز التفاهم والتقارب والوئام بين مختلف شعوب العالم.
توطيد العلاقة
وقال الدكتور نور الحق قادر وزير الشؤون الدينية والوئام بين الأديان في جمهورية باكستان الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا الحوار له أهمية كبرى، إذ يجري البحث في جميع الموضوعات والمجالات التي تكرّس توطيد العلاقة مع الجانب الروسي. وأضاف: «نعول على أن يكون هذا المؤتمر جسراً لاستمرار وتقوية هذه العلاقات»، مقدماً شكره للقيادة في السعودية لإعداد وتنظيم هذا المؤتمر الذي سيؤدي إلى توثيق علاقات الدول الإسلامية مع روسيا.وأضاف نور الحق أن باكستان تقف دوماً مع سياسة القيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وما تتبعه من خطوات في دعم الدول الإسلامية، وما تقوم به في جمع المسلمين، ومن ذلك هذا الاجتماع، موضحاً أن من الحكمة الربط مع روسيا، لأن لها دوراً مهماً في قضايا المنطقة والعالم، وأن تكون هناك نتائج إيجابية لمثل هذه الاجتماعات، التي تدحر مصطلح الإسلاموفوبيا، خصوصاً في روسيا التي يواجه فيها المسلمون شيئاً من التشدد، وهذا الاجتماع سيعالج كل النقاط ويعم التوافق.
فرص التعاون
وقال استاذ الشريعة الاسلامية الدكتور يوسف علي أن العشرين عاماً الماضية واجه فيها الاسلام والمسلمين في بلدانهم وباقامتهم بالدول الغربية معاملة قاسية نتيجة السياسة الامريكية اتجاه الدول العربية والاسلامية بعد احداث 11 ستمبر موضحاً أن الموقف الامريكي يعمم بكل الدول نتيجة السياسة الامريكية (من ليس معنا فهو ضدنا ) مدللاً بالعقوبات التي فرضتها امريكيا على السودان وحولتها الى قرارات أممية موضحاً أن مؤتمر حوار الحضارات بين روسيا والعالم الاسلامي مرحلة جديدة لترميم تلك العلاقة السيئة بين العالم الاسلامي والغرب كله موضحاً أن لروسيا تاثير على الخارطة السياسية العالمية وأنها تقف في الغالب مع جانب الاستقرار والتطور والتنمية ، وقال العلاقة مع روسيا تهيئ لمد جسور التعاون العلمي والتكنولوجي وتعزيزها في مجالات التنمية، والتعليم، والبرمجيات، وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة. أن هناك فرص مواتية لدول مجموعة الرؤية، لتكوين شراكات اقتصادية متينة في مجالات عدة منها المنتجات الحلال، والتمويل الإسلامي، وعلينا استثمارها والعمل على تنميتها