بثت قناة الحرة الفضائية تقريرا مفصلا عن احداث العنف التي اجتاحت دارفور مؤخرا وجاء في التقرير الذي رصدته ” التحرير”:
“في وقت يحاول قادة السودان التغلب على أزمة سياسية كبيرة تخرج آلاف السودانيين بشكل شبه يومي للشوارع للاحتجاج، اندلعت اشتبكات عنيفة في إقليم دارفور المضطرب لتضاعف من أزمات البلاد.
وقتل 43 شخصا على الأقل وأحرقُت أكثر من 40 قرية وشرد الآلاف جراء اشتباكات قبلية نشبت في دارفور غرب السودان بسبب نهب الماشية، حسب ما أفادت الأمم المتحدة الخميس.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير لها أن قادة السودان قد يصرفون النظر عن المشاكل المتصاعدة في دارفور للتركيز على الأزمة السياسية الكبيرة التي تعصف بالبلاد.
واندلع العنف في دارفور منذ 17 نوفمبر بين قبيلة المسيرية الجبل ومجموعة من القبائل العربية، في منطقة جبل مون بولاية غرب دارفور.
وتشير الصحيفة إلى أن الخبراء يحذرون أن الاضطراب الدامي في دارفور تفاقم حتى قبل أن تكمل بعثة مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي انسحابها من المنطقة هذا العام.
ووفقا للأمم المتحدة عانت المنطقة في عهد الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، من حملة اغتصاب وقتل وتطهير عرقي قتل خلالها ما لا يقل عن 300 ألف شخص وشرد 2.7 مليون آخرون.
وتقول الصحيفة إن العنف في دارفور بات موسميا يشتد مع تحركات البدو حول المحاصيل الزراعية، لكن خبراء يحذرون أن موجة العنف الأخيرة أكثر شدة.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” يفاقم العنف في دارفور متاعب السودان وجهوده للانتقال الديمقراطي، وتنقل عن ويليام كارتر، مدير قسم السودان بالمجلس النرويجي للاجئين “أن العنف العرقي في دارفور يدمر المجتمعات المحلية”، مضيفا “بدون قطاع أمني موحد يقوده مدنيون، يصعب وقف هذا التدهور وعكس مساره”.
ويأتي الاضطراب في البلاد في وقت تعيش فيه أزمة سياسة حادة بعد أن أطاح قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر، بالحكومة الانتقالية واعتقل قادتها من المدنيين بمن فيهم عبد الله حمدوك رئيس الوزراء والذي ظل أسابيع رهن الإقامة الجبرية في منزله، قبل أن يفرج عنه الأحد بعد توقيع اتفاق سياسي لم يرض الجميع في البلاد.
والخميس، خرج من جديد آلاف المتظاهرين في السودان مطالبين بإسقاط “حكم العسكر” رغم الاتفاق المثير للجدل الذي أعاد حمدوك الى منصبه.”