قبل عام..
قبل عام بالتمام والكمال..
كنا نطوي الأرض طيا نحو “الملازمين” في هذا الوقت من الليل ونحن في ذهول عن الدنيا وما فيها، وقد وقع الخبر علينا كالصاعقة. قبلها بأيام كنا، ولم نكن نعرف، كنا نلقي عليه النظرة الأخيرة من خلف زجاج سيارة الإسعاف في المطار، ونكفكف دموعنا جزعا وخوفا من أنها ربما تكون الرحلة الأخيرة، وقد كانت.
ومذ ذاك، نقصت أرواحنا جدا، فالعلاقة أبدا لم تكن علاقة قائد رمز بقيادات وكوادر حزبه، وإنما حياة بكامل تفاصيلها. كان معنا وكنا معه في السراء والضراء. والآن نفتقده في كل تفاصيل حياتنا، ونفتقد حكمته وبساطته وعمقه وإنسانيته وتواضعه وفكره وجماله الداخلي وإشراقه وسودانيته الصميمة وكبريائه.
ما أوحش الملازمين بعدك
ما أوحش دار الأمة
ما أوحش ود نوباوي
كم نفتقد جلسة القطية وأنس القاهرة وطلتك البهية بين أنصارك في مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي في ودنوباوي.
كم افتقدك.
كم نفتقدك.
جمعنا الله بك في جنة عرضها السماوات والأرض حبيبي الإمام الصادق المهدي.