١- على كل مدني أو عسكري يتنفس هواء السودان ويعيش تحت سماه ويشرب من مياه نيله ويأكل من أسماك أنهاره الطاعمة، أن يفهم بأن الوثيقة الأولى والأهم التي يجب أن يُعمل حسابها هي الشعب السوداني وليس الورقة التي يمكن لكل من وجد نفسه في مكتب أمامي ولديه فيه توقيع أن يطمس بنودها أو حتى يمزقها ويلغيها
فالشعب السوداني لم يُخلق دونياً ولا جباناً ودونكم فوران أكتوبر ١٩٦٤ وغليان ثورة ١٩٨٥ وهياج وأهازيج وأناشيد وروح كنداكات ، صبايا وصبية أعظم ثورة في تاريخ الإنسانية في العام ٢٠١٩ ولذلك سيجد كل من أراد حكم هؤلاء الثائرات والثوار علامات كثير منها:
- لا لردة مستحيلة
- لا لتقسيم أرضه
- لا لنهب ثرواته
- لا لقهر نسائه
- لا لأي حكم شمولي دكتاتوري به مسحة أوتوقراطية كان أو طاغية جلاد يقتل شعبه في الشوارع ويدخلهم الزنازين ليعذبهم ناسياً عذاب الله بعد
موته وفتك الشعب بعد سقوطه الحتمي. - ونعم للحرية ، السلام والعدالة.
٢- بأي مسوغ قانوني أو رافعة دستورية يقوم البرهان بحذف أو تجميد بنود وثيقة الفترة الانتقالية التي تنص المادة 78 على عدم تعديلها أو التصرف فيها، فكل ما قام به كان منطق قوة في غير مكانها الدستوري والقانوني، وأعتقد أن خطأ “الملكية” في البدايات باستهوان أن لجنة البشير الأمنية لم تنحاز وإنما أجبرت بصولجان كنداكات وعنفوان صبايا يحيط بهم أخوان فاطمة وكلهم يحيطون قيادة الجيش، راكبين أعلى خيولهم لاسترداد ثروات دولة وكرامة شعب بعد أن لحقت شئونه أمات طه كما يقول السودانيون.
٣- للإنقلابات فوائد للأوطان على المستوى البعيد وشر على المستوى المتوسط وعذاب في فترة حكمهم القرقوشي،
فالمهم هنا كشف عوامل الخذلان وعناصر الإدعاء والخيانة والكذب على الشعوب والتبرير الممجوج وبالتالي إنتباهة أجيال المستقبل ومعالجة ثغرات الإنقلابات بتحسين مناهج الجيوش وتأهيلها وتوعيتها بحدود مهام أعمالها الوطنية الجيدة.
٤- ستقف الكرة الارضية ضد كل من يقف ضد شعبه بفرض إرادته بالقوة كما حدث للبرهان فلزمن الدغمسة والدسدسة والاعتقال المجاني منظمات حقوق، وكرامة إنسان أقوى منه وفي السياق هتف شبابنا من الجنسين:
الشعب أقوى أقوى
والردة مستحيلة
وسمعهم أحرار الوطن والعالم الحر فهبوا لنجدتهم واجبروا الحرامي على رد المسروق.
٥- الشعب السوداني اعتمد شعار ومنهج “حرية، سلام وعدالة”
ودون هذا الشعار خرط القتاد
أما من اعتمد حتمية الطبيعة أي البقاء للأقوى فلا شك في هذه الحالة فالبقاء للشعوب لأنها لا تكذب ولا تُقهر ولا تخون، خاصة مثل شعب السودان المُجرِبْ والمُجَربْ.
٧- هذا الحديث ليست لتعبئة شعبوية ضد شخص أو شد عصب مؤلم، بل لزوم الحذر الشديد وعدم التهاون بالاوطان كما فعل التوم هجو الذي يتغذى بالغضب لا المبادئ، ويأكل من كل الموائد، فكرهه السودانيون وصحافتهم وكل من في محيطه من الذين سقطوا سقوط البطيخة أو الصحن الصيني فتكسروا وتشتتوا بلا لمة منتظرة يأملوها ولا تحقيق نتائج شعارهم ” الليلة ما بنرجع حتى البيان يطلع” رافعين جباههم له مع تجاهل الخيبة المستدامة لحقوق الشعب .
٨- قسماً بالشعب السوداني ثلاثاً، ان لم ينتبه استرتيجيي وقادة أحزاب السودان فلن يكون هنالك سودان عزيز ناهيك عن مجتمع ديمقراطي ، لأن ما يعقب تهاون الأحزاب إنقلاب العسكر ، وكثافة تدنيس المخابرات الأجنبية وأصحاب الغرض والمرض من نوع آكلي الموز والهتيفة بالليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع.
٩- هذا المقال يقف في حدود تنبيه السياسيين وأحزابهم، لا أن يضع لهم البرامج والدساتير وكل ما ندفع له بقوة ونأمل أن نرى ترجمة عملية لمعنى:
١- أن الأحزاب للوطن
٢- والبرامج للشعب
٣- والمؤسسات للقواعد
١٠- الحل في قيادة ملهمة توحد أطياف الشعب السوداني ومجتمعاته وتنبذ القبلية والجهوية وتجتهد في تأهيل المؤسسة العسكرية ومدارسها
والحفاظ على ثروات السودان وأراضيه واتباع سياسات خارجية متوازنة.