عندما شاهدت هذا الفيلم على قناة التلفزيون تذكرت تجربة العلاج النفسي بالموسيقى التي تبناها ونقذها رائد الطب النفسي في السودان الدكتور التجاني الماحي عليه رحمة الله ورضوانه بمستشفى الأمراض العصبية منذ زمن طويل.
الزواج يحكي قصة رجل كبير السن يعيش مع زوجته التي أقعدها الكبر والمرض يسعادها ويرعاها في حميمية ووئام لكنه كان حاد الطباع وانطوائي ولايشارك في أي نشاط اجتماعي وهي حريصة على المشاركة مع الاخرين والتفاعل معهم.
في جو احتفالي بمناسبة شفاءالزوجة من وعكة أقعدتها حضر مجموعة من كبار السن ووقفوا جوار منزلهم وبدأوا يغنوا نها في مشهد تعبيري رائع وعندما شعرت بهم فتحت الشباك لترد لهم التحية وتفاعلت معهم لكن الزوج احتد معهم وأغلق الشباب أمامهم.
الزوجة غضبت من سلوك زوجها تجاه من جاؤوا للإحتفاء معها وأصرت عليه كي يتعذر لهم عن هذا المسلك وبالفعل ذهب إليهم وهم مجتمعين في جلسة من جلساتهم العلاجية واعتذر لهم وشاركهم على استحياء في هذه الجلسة.
انتهزت المشرفة على تنظيم هذه الجلسات العلاجية فرصة حضور الزوج الانطوائي ومشاركته ومحاولته الاندماج معهم لاقناعه بمواصلة حضوره لهذه الجلسات التي ساعدت الزوجة في التعافي وبدأت تشاركهم في الأداء بحيوية فيما ظل هو متردداً ورافضاً المشاركة.
يستمر الزوج في إحضار زوجته للمشاركة في هذه الجلسات التي استجابت إيجابياً فيها وعادت لها بعض الحيوية وهي تؤدي معهم بعض الأغاني بانفعال حركي إلى ان تمكن منها المرض ولزمت السرير حتى انتقلت روحها للدار الاخرة.
الزوج الانطوائي زادت طباعه حده بعد وفاة زوجته وظل يسئ معاملة إبنه الذي يعيش معه و إبنته في ذات المنزل لكن المشرفة على الجلسات العلاجية ظلت تزوره في البيت وتحاول اقناعه بالخروج من حالة الحزن والاكتئاب والحضور للمشاركة مع الاخرين في هذه الجلسات الجماعية.
أخيراً استجاب الزوج وبدأ يحضر الجلسات ويحاول الاندماج معهم في الأداء الجماعي إلى أن تمكن بتشجيع المشرفة واصرارها على مساعدته للمشاركة بأداء أغنية مؤثرة على روح زوجته “ماريون” في حفل جماهيري بحضور إبنه وحفيدته قوبلت بالتصفيق والوقوف لتحيته.