قال كاميرون هيدسون الدبلوماسي الأمريكي السابق إن تصريحات نائب رئيس الجيش السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي” بشأن دور الجيش في التحكم في موجات المهاجرين نحو أوربا يتضمن نوعا من التهديد الغريب ضد أوربا.
وأضاف هيدسون خلال مشاركته في برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، الأربعاء “هذا سلوك مريب من مسؤول عسكري سوداني يقوم بتهديد دول الاتحاد الأوربي بفتح الحدود أمام موجات المهاجرين نحو أوربا، إذا لم يتم استئناف الدعم والمساعدات الاقتصادية الأوربية المعتادة”.
وقال “هذه طريقة غير مقبولة لنيل الاعتراف من الاتحاد الأوربي وموقف يتماهي مع سلوكيات أمراء الحرب “.
وأضاف هيدسون أن الشركاء الأوربيون يعرفون جيدا “النوايا الخفية” من وراء هذه التصريحات، ولا يمكنهم أن يخضعوا لها أو يقبلوا بها، على حد قوله.
وكان نائب رئيس مجس السيادة السوداني قد صرح بأن بلاده قد “تكون مصدرا لموجات مهاجرين إلى أوربا”، مؤكدا أن الحكومة السودانية ستسيطر على اللاجئين من السودان في الوقت الحالي، على حد وصفه.
وأضاف حميدتي في مقابلة مع موقع”بوليتكو” أن أوربا والولايات المتحدة لا خيار أمامهما إلا دعم الحكومة الجديدة لمنع وقوع أزمة لاجئين، وأشار إلى أن الحدود السودانية تسيطر عليها وتحرسها القوات المسلحة السودانية.
وتابع حميدتي “نظرا لالتزامنا نحو المجتمع الدولي والقانون فإننا نحد من هؤلاء الناس. ولو فتح السودان الحدود، فستكون هناك مشكلة على مستوى العالم”.
ووجه حميدتي رسالته إلى أوربا والولايات المتحدة الأمريكية دعاهما فيها إلى التخلي عن شكوكها والتعامل معه والفريق أول عبد الفتاح البرهان بوصفهما “مصدرا للاستقرار”.
واستطرد هدسون قائلا إن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي تنظر لهذه التصريحات على أنه “كلام لا يبنى عليه وتصريحات تفتقد للكثير من المصداقية”.
وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أن تصريحات حميدتي لمجلة “بوليتكو” هي “محصلة ما قدمه المستشارون الروس الذين يستفيد منهم”، مضيفا أن هذه التكتيكات جرى تسجيلها خلال الأزمة على حدود بيلاروسيا والاتحاد الأوربي.
وأضاف هدسون أن هناك حضور روسي قوي في السودان ومستشارون يقدمون المشورة لقادة المكون العسكري، على حد قوله.
وقال هدسون إن “أزمة كل من المشير أول عبد الفتاح البرهان وحميدتي هو أنهما يريدان ديمقراطية على الطريقة الروسية، وأنهم يسعون لتأسيس حكومة مدنية موجهة بإملاءات روسية وهذا ما لن تسمح به الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي”.
من جهته، اعتبر محمد زكريا نائب الأمين العام لحركة العدل والمساواة أن السودان ظل تاريخيا معبرا للعديد من موجات المهاجرين القادمين من الدول الأفريقية الفقيرة، وأن أي دعم للحكومة السودانية من قبل دول الاتحاد الأوربي لا بد أن تكو ن له نتائج على الأرض ويسهم في وقف موجهات المهاجرين غير النظاميين، على حد وصفه.
وأضاف زكريا أنه تم تنظيم العديد من اللقاءات بين قادة الاتحاد الأوربي والحكومات السودانية السابقة حول ذات الملف، مشددا على أن مشروع محاربة الهجرة غير النظامية مسؤولية مشتركة بين أوربا و دول العبور.