التحق الحبيب عبد العظيم بالقوات المسلحة يافعا وخدم بالأبيض وعند حدودنا مع إفريقيا الوسطى ثم العاصمة حيث كلفت صديقي محمد أحمد الحاج بإلحاقه بكورس السياقة ليتأهل بمهنة وقد كان.
قابلت لاحقا قائد سلاح النقل ببحري ورجوته تسريحه لحاجتنا الأسرية ففعل بعد طلب إمهاله 6 أشهر.
عمل بالخرج قرب الرياض موفدا عبر مكتب العمل وخلاله امتلك دكانه المؤجر بسوق ليبيا.
عاد بعد 3 سنوات ليستقر في البلد نهائيا فرتبت ليعمل سائقا في مشروع القامبيا الذي ظل يعمل فيه حتى وفاته وبينه وبين التقاعد شهر واحد’ فضلا عن نشاط زراعي.
عرف عبد العظيم بين الناس بتحري الصدق والأمانة وقولة الحق ولو على نفسه مع روح ممراحة وميل للاجتماعيات والونسة ما وسع قاعدة أصدقائه لتشمل كل المحس بل سائر المنطقة.
ظل بيته مفتوحا وقلبه بكرم مطبوع ونبل في الخصال.
كان رئتنا في البلد ومحطنا ومقصدنا.
كان يمتلك قطعة سكنية بالخرطوم وظل يلح علي في سماحة خلال اضطلاعي بتعليم أولادي الدراسات العليا أن أبيعها وأستعين بقيمتها.
كان محبا للفن’ عاشقا وردي مرددا أغنية نور العين باستمتاع حتى إنه صحب وردي في رحلته الوداعية للبلد من دلقو لصواردة وجالسه يومين.
كما كان محبا للرياضة مرتادا دارها حتى عرف في مساطب المشجعين.
أصيب بكرونا وبعد محاولات في 9 مستشفيات وجد موضعا وعولج منها وقرر خروجه غير أن الجلطة التي كان قد أصيب وشفي منها قبل سنوات دهمته وعاجلت برحيله المفاجئ المفجع بعد أن استبشرنا بشفائه حيث قال أخي العزيز بيومي العاشرة مساء إنه جاء له بحليب لعشائه وفي الواحدة صباحا صحوت وفتحت الجوال للمتابعة فصعقتني مداخلات المعزين يتقدمها اتصالان من أخوي د. محمد عوض محمدين من الدمام والباشمهندس طارق محمد علي من مدريد فغرقت في النحيب.
في ٱخر اتصال قال لي:.
يا أنور ما تتجرسوا لوفاتي .. شدوا حيلكم.
شكرا لأسرتي مستشفى التميز ومجمع جبرة الطبي على صنيعهم الانساني الرفيع.
شكرا للدكاترة الأحباب نصر الدين إبراهيم عثمان وعثمان صادق وابنه معتز ومنصور مصطفى فلم يدخروا وسعا في المساندة
شكرا عن الأسرة الممتدة للمعزين الكرام حضوريا في دلقو المحس والخرطوم والرياض وسياتل ومانيلا ونيروبي والقاهرة
شكرا لٱلاف المشاطرين عبر الوسائط والمهاتفات.
.. وبعد
أكتب والعبرة تخنقني والدمع سيال:
سيظل الحبيب عبد العظيم الجرح المنوسر في فؤادي ما حييت فغيابه فوق احتمالي
لكم أشتاق إليه
لكن يعز اللقاء
أين أنت يا مهوى قلبي؟!