أثارت الأخت سهير فؤاد فانوس العطبراوية المقيمة في سدني بما كتبته في قروب من القروبات المجتمعية في السودان تحت عنوان
اقباط السودان وذكربات لاتموت، ذكريات طيبة عشتها وسط مجموعة من الأصدقاء الأقباط في عطبرة وفي غيرها من مدن السودان أذكر منهم على سبيل المثال جرجس مقاريوي وماهر بولس ونشأت نجيب إلى أن فرقتنا ظروف الدراسة والعمل.
لن أتحدث عن هؤلاء الأصدقاء و ولا عن غيرهم من الأقباط الذين تعرفت عليهم هنا في أستراليا وانا لا أحب استخدام هذا التصنيف الذي تجاوزناه عملياً قبل أن تطفح على سطح مجتمعاتنا التصنيفات العصبية والفتن المجتمعية التي للأسف مازالت تؤجج عقدياً وإثنياً لخدمة أجندة سياسية ظلامية لاضعاف النسيج المجتمعي و تتسبب في استمرار الخلافات المصطنعة التي تهدد السلام في بلادنا والعالم أجمع.
لم نكن نعرف في السودان هذه التصنيفات العقدية والإثنية إلا في نطاق ضيق لكنها انتشرت واستغلت ولا تزال تستغل لإثارة الفتن المجتمعية، بل انتقلت هذه التصنيفات الجاهلية حتى في االبلاد التي تأسست على ثقافة تعددية وانسجام مجتمعي مثل أستراليا التي لم نتمكن فيها من تأسيس كيان جامع للجالية السودانية بل نقلنا بعض الكيانات القبلية والجهوية التي أقعدتنا عن بناء كيان سوداني قومي رغم المحاولات المقدرة من جيل المهاجرين الرواد.
هناك مبادرات سودانية طيبة استمدت قوميتها من روح ثورة ديسمبر الشعبية التي وحدت الإرادة السودانية بكل مكوناتها السياسية والمهنية والمجتمعية مع ازدياد الوعي الشعبي خاصة وسط الكنداكات والشباب وبعض الأحزاب الفاعلة الرافضة للانقلاب المنحازة لقوى الانتقال الديمقراطي، ولن يتحقق الانتقال الديمقراطي بإقصاء السياسيين من السلطة الانتقالية كما لايمكن استبدال محاصصة حزبية منقوصة بمحاصصة ولائية فوقية .. والأمل معقود على ان تسترد كل الكيانات السياسية والمهنية والمجتمعية عافيتها الديمقراطية لاسترداد عافية سودان الوحدة والسلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة وهذا يتطلب تأجيل الخلافات الحزبية والمهنية والمناطقية لحين اكمال الفترة الانتقالية.