رحل الأستاذ عبد الكريم الكابلي بولاية ميتشغان بالولايات المتحدة الأمريكية في يوم الخميس الموافق 2 ديسمبر 2021م، وأهل السياسة والعسكر في السودان يتقاتلون على ثريد أعفر، مفسدين ثورة ديسمبر المجيدة، التي ضحى أبناء السودان وبناته في سبيل انجاز غدها المشرق، الذي يحلمون به في ظل دولة تتوفر فيها مواصفات جاكلين روس (Jacqueline Russ) : تمارس السلطة بهدف حماية الحريات العامة، وخدمة الفرد والمجتمع، وإصحاح البيئة، وتوفير الحياة الكريمة للناس أجمعين، وفق مبادئ وقيم إنسانية قوامها سيادة القانون، وإحقاق الحق، وإقرار مبدأ الفصل بين السلطات لتسمو قيمة العدالة. لكن هيهات! يبدو أن الإحباط العام قد تجسَّد في فرضية الأديب الروائي محمد سليمان الشاذلي “السودانيون لا يحبون السودان”، وذلك على حساب رؤية كابلي الوطنية: “شمس الصباح والصباح رباح شمسك يا وطني* طعم النجاح الزانو كفاح.. طعمك يا وطني* حتى الجراح الزمانن… راح مهرك يا وطني* أهلي الفصاح أسياد الصباح درعك يا وطني* كل الملاح الجمالهن… فاح زينتك يا وطني*** أنت عندي كبير… وحبي ليك كتير”. رحل الأستاذ كابلي، في هذا الزمن البخس “تاركاً مدن السودان تهبُّ في جنح الدجى؛ لتستدعي صباحاً رباحاً يحمل الفكرة والوعيَ معًا. وإنَّ كان رحيله الموجع يجعل أيامنا أكثر جفافاً، فإنَّ إرثه الإبداعي المحتشد بمعاني الوطنية والحماسة والنُّبْل والحبِّ والإخاء والعطاء يفتح بوابات العيون نحو تلك المعاني ويشدُّ النفوس إليها، ويبقى زاداً لشعبه في مسيره الْمُضْنِي بحثاً عن وطن الجمال، الذي ترفرف فيه رايات الحرية والسلام والعدالة”، هكذا نعاه المهندس عمر الدقير. وبهذه المناسبة الحزينة أعيد نشر الحلقة الثالثة من مقالٍ كتبته عن “مروي ذكريات ومذكرات: شرفي- الكابلي – وقيع الله”، لأن هذه الحلقة الثالثة تشكل جزءاً من حب الوطن الذي أضحى يتسرب من بين جوانحنا في السنوات الأخيرة. لكن يظل السؤال قائماً لماذا لا يحب السودانيون السودان؟ فالإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى مساحة أوسع من لحظات تذكرنا للأستاذ الرحل عبد الكريم الكابلي، طيب الله ثراه، أو إلى قراءة متأنية فيما كتبه الأديب الشاذلي. ذكريات الكابلي في مروي الأستاذ عبد الكريم محمد الكابلي، شاعرٌ، وملحنٌ، ومطربٌ، وباحثٌ في التُّراث الشعبيّ السُّوداني. وُلُد بمدينة بورتسودان في ثلاثينيات القرن العشرين، وقضى طفولته ودراسته الأولية بين بورتسودان، والقضارف، ودوكة، والقلابات، ثم أكمل دراسته المتوسطة بمدينة الثغر (بورتسودان)، حيث تفتقت مواهبه الفنية، لدرجة جعلت أساتذته وزملاءه يقدمونه لأداء الأناشيد المدرسية. وفي تلك الفترة الباكرة من عُمره أجاد العزف على آلة الصفارة، وآلة العود، وطوَّر تلك الملكات والمواهب بعد انتقاله إلى مدينة أمدرمان، للالتحاق بكلية التجارة الثانوية الصغرى، وبعد تخرجه عمل كاتباً بمصلحة القضاء (الهيئة القضائية لاحقاً). وإلى جانب أدائه الوظيفي برع في إحياء جلسات السمر مع زملائه وأصدقائه، مقلداً كبار الفنانين في الخرطوم. وعن ملامح تلك الفترة يحدثنا الأستاذ الكابلي قائلاً: “كنت أمني النفس بدراسة القانون، الأمر الذي يستلزم الهدوء والتفرغ للمذاكرة، وكان مطلباً عسيراً لي بالخرطوم، بعد أن ظهرت موهبة الغناء، وتكالب الأصدقاء على الاستماع، والجلسات الغنائية الخاصّة. كنتُ وقتها أعمل بمكتب التركات لغير المسلمين بالقضائية، وكان يعمل معنا العم العزيز حسن حمدي رحمه الله، بعد تقاعده للمعاش، وكان قد عمل تقريباً في أكثر محاكم السُّودان، مما جعلني أطلب منه ترشيح بلدٍ أجد فيها ضالتي، وهي التفرغ للدرس والمذاكرة، فقال دون تردد: عليك بمروي، وبالفعل ذهبتُ إلى قلم المستخدمين، وطلبتُ النقل إلى مروي.” بَيْدَ أن الكابلي لم يجد في مروي الوقت الكافي للدراسة والتحصيل لدخول كلية القانون؛ لكنه بدلاً عن ذلك التحق “بجامعة مروي الكبرى”، حسب قوله، التي كان قوامها يتشكل من النُّخبة الإدارية والقضائية التي كانت تعمل في مدينة جاكسون باشا آنذاك، والتي يذكر الأستاذ كابلي بعضاً من معالمها قائلاً: المفتش حسين أحمد شرفي، والقاضي مولانا صالح محمد علي عتيق، والقاضي الشرعي مولانا عوض الله صالح، وفي المساحة المفتش باب الله، والشاعر الفذ مهدي محمد فرح الذي لحنت له أغنية “يا حليلكم”، وكان ينادى بالأستاذ حتى عندما جاء ليعمل برئاسة المساحة بالخرطوم؛ لغزارة علمه، فهو من الرواد الذين تلقوا دراسة بانجلترا في المساحة الجوية، وكان ولا يزال ضليعاً في اللغتين العربية ودارجها؛ وحيدر المشرف على “الميز”، وكانت تضبط الساعة على موعد وصوله وخروجه من مكتب المساحة؛ ومفتش المساحة نور الدين؛ وفي المستشفى الدكتور حسن كُشْكُش؛ وفي المجلس الأستاذ إبراهيم يوسف، شقيق الإعلامي الأشهر الأستاذ أبو عاقلة يوسف، وهو الذي مدَّني بقصيدة الأستاذ عباس محمود العقاد “شذى زهر ولا زهر”؛ وفي قسم البساتين الأستاذ إبراهيم أحمد؛ وفي المشاريع الزراعية الحكومية الأستاذ خير الله، وكان مسؤولاً عن تجارب القرير، حيث الناظر المهيب ود بشير أغا الذي غنى لوالده الشاعر حسونة شاعر الشايقية الأكبر “غنيت ليك يا ود بشير *** كرسيك قدام كرسي المدير *** ود عضام راجلا شكلو غير”؛ إذ كان مهاباً، وفي بسطة من الجسم؛ وفي المشاريع الخاصّة الأستاذ حران، ثم الأستاذ المربي الكبير مصطفى أبوشرف، ناظر المدرسة الوسطى، وصاحب الذكريات الطريفة، وكذلك الأستاذ حامد عمر الأمين، وفي المركز الباشكاتب سعد محمد إبراهيم؛ وفي النقل الميكانيكي العم عبد الرازق، وإبراهيم منزول، صاحب الدعابة والبديهة الحاضرة، إلى جانب العديد ممن يضيق عن ذكرهم المجال، رحم الله من غادر منهم إلى الدار الرحيبة، والعافية لمن بقي منهم بيننا في الحياة. كانت مجموعة أولئك الموظفين أسرة واحدة بكل ما تحمل معاني الأسرة المتلاحمة من معنى. لم تكن علاقات الأستاذ كابلي في مروي محصورة في قطاع الموظفين وزملاء العمل الديواني، بل تخطتهم إلى العديد من أعيان المنطقة ووجهائها، الذين تعرَّف عليهم خلال زياراته الميدانية لمحاكم الإدارة الأهلية في المنطقة، وسياحاته الخاصّة داخل مدينة مروي وما جاورها، ونستشهد في ذلك بقوله: فقد تخطى الأمر مجموعة الموظفين إلى إقامة علاقات طيبة مع مواطني مروي، والمناطق المجاورة… وقد سعدتُ أيما سعادة بصداقتي ومعرفتي بالاحباب محمد عبيد رحمه، وسيدأحمد خطاب، ومحمد عبد القادر، والعم الصادق القمّش، وأحمد من الله، والضكير، وعازف العود إبراهيم حسن، ومحمد عبيد الله، والحلاق العم بابكر، الذي أخبرني بأنه كان يقوم في شبابه بحلاقة شعر رأس جاكسون باشا. ومن نوري العمدة لاحقا محمد أحمد كنيش، ومن قنتي العم العمدة ود أحمد أبوشوك، الذي كلما ذكرته عضضت أصابع الندم، لأنني لم أكتب ما كان يحدثني به من أشعار حسونة، وتاريخ منطقة الشايقية، وسير بعض الموظفين المصريين الذين تركوا في المنطقة ذكريات حسنة؛ ومن كرمكول العمدة سعيد ميرغني، وكان رجلاً كريماً، كلما ذكرته طافت بخيالي صورة الكريم الذي وصفته أغنياتنا التُّراثية بـ “عوج الدرب”؛ لأنه كلما سمع صوت سيارة مارة بالطريق العام ليلاً يطلب من أبنائه الخروج السريع بالفوانيس، وبطاريات الإضاءة، جلباً لتلك السيارات؛ لإكرام وفادة راكبيها، وأحيانا يلح على مبيتهم. ثم من الدبة ذلك الرجل المهيب الذواقة للغناء، العم الناظر أحمد سعيد. ومن كريمة الرجل الكريم الموسر كرار محمد الحسين، والإخوة الحارث منصور، والتيجاني حسون، وعلي عثمان رحمة، وعشرات العشرات ممن يضيق عن ذكرهم المجال. ويتنقل الأستاذ الكابلي من دائرة المعارف والأعيان في منطقة مروي إلى دائرة الغناء والطرب، قائلاً: “ولا بد لي من أن أذكر الفنان “بنده”، صاحب الصوت الجهوري، وقد استمعت إليه بإعجاب كبير، وهو يغني على آلة “الدلوكة” الإيقاعية العديد من أغنيات أهلنا الشايقية، وبينها أغنية “بوبا عليك تقيل” التي ضمنتها في أغنيتي “فيك يا مروي”، وهي أغنية تراثية”. بنده هو عبد الرازق فضل المولى (1919-1989م)، عاش صباه بالبركل، حيث أكمل تعليمه الأولى. وبدأت شهرته الغنائية تلوح في الأفق بأغاني الحقيبة، والإنشاد الديني. زار بنده الخرطوم في الثلاثينيات من القرن العشرين، وتأثر بصوت الفنان زنقَّار، الذي كان من وراد قهوة الزيبق آنذاك. وبعد ذلك عاد بنده إلى وطنه الأم بالبركل، وكوَّن فرقة غنائية من مـحمـد حـسنين، وعــوض النــور، وعطا عطا الفضيــل، وسلمان ود كريمة، وجيب الله، والطـريـف في الأمـــر، حسب رواية الأستاذ صلاح الرشيد، أنَّ فرقته الغنائية كانت تضم امـــرأة تــُدعـــى “فـضيلــه ســـوميت”، ضابطـــةً للإيقــــاع. وفي عقد الخمسينيات والستينيات غنى الفنان بنده للشاعر محمد عـبـد العـزيـز، والشاعر حسن الدابي، ومن أغانيه التي حظيت بشهرة واسعة في المنطقة: “القمر بوبا”، و”الرايقة شتيلة قريره”، و” جود يا بارى جود”. لا مشاحة أن ذلك الوسط الفني والإبداعي في منطقة مروي قد أضاف للأستاذ الكابلي بُعداً فنياً آخر، جعله يرتبط ببعض الفنانين، والشعراء، والمبدعين في المنطقة، ويتغنى بكلمات بعضهم في جلسات الاستماع الخاصّة. وقد أشار الأستاذ الكابلي في حديثه عن العمدة محمد أحمد أبوشوك، رئيس فرع البديرية، والعمدة ود بشير أغا، رئيس فرع الشايقية شمال، إلى العامل حُسونة، وأشعاره الرصينة. والشاعر حسونة، كما نعلم، شاعر مطبوع، لا يُشقُّ له غبار، عرفه أهل المنطقة بالعامل حُسونة، وكانوا يتقربون إليه بالهدايا والنذور، لأن الشاعر في عرفهم كان يمثل لسان حال قومه، وصحافتهم السيارة، وتلفازهم المتنقل، لأنهم يتعرفون من خلال أشعاره عن فضائل الحسان والعذارى في المنطقة، أمثال جمال الباشا في البخيت، وستنا بت الشيخ في العفَّاض، ويأنسون بمدحه في جُود الرجال الذين كانوا يقذفون للقريب جواهراً ويرسلون للبعيد سحائب، ومن أمثال هؤلاء الشيخ أحمد أبوشام (المعروف بأحمد درويش)، الذي ردَّ حسونة على خصومه قائلاً: “في اللحم كجَّنت اللسان … عشان فسَّل أحمد أبوشام … هو درويش عقلو تمام”، ويقفون بفضل مجالسته على أحوال المنطقة، وسير أعلامها، وصراعاتهم السياسية، ويتبلور ذلك في مدحه للعمدة ود بشير أغا في القرير “ود بشير عمدة مو عمدة سماسير … خيلو بين الجبلين تغير”، والعمدة ود كنيش في نوري، ” الأغا ود كنيش الرجال بتاب وأنت عيش”، والعمدة أحمد أبوشوك في منطقة قنتي “أحمد أب شوك قدل فشل اليلومو … ويا بحر المسور القاسي عمو”، والشيخ محجوب ود الخليفة “سيد جزايراً متبطحات … بالغرب قبل أب كليوات”. والقصيدة التي أشار إليها الأستاذ الكابلي في عابر حديثه عن أعيان منطقة مروي، وهي القصيدة المعروفة بـ “قولي فوق الأغا ود بشير”، والتي يقرأ نصها الكامل هكذا: يا مريسيل يا زريزير بي جناح الريش مني طير جيب لي قاف الشيخ ود بشير وصفو فوق الخيل يا حمير وغادي من القمح يا شعير جانا الضحى وقام العصير فوق بليماً بنسف الدّير شفتو متل البرق البشيل شن بِلِم ناس ديل مع ديل وشن بِلِم الترعة والنيل وشن بلم القمره والليل يابا داخرنك لي التقيل عمدة مو عمدة بواجير حقو رتيب التوابير وكرسيه قدام كرسي المدير خيلو بين الجبلين تغير ومن جبال تقلي علي قدير بالوعر كم شقوا التناقير وطبلو دقَّ وخلفولوا النقير سيدي سيد عامراب القرير وسيد عفو السقّاي والحفير سيد جريف نوري أب تناقير وسيد دويم شات والبسابير ود عضام راجلاً شكلو غير حاشاه من اللوم أب بشير أشونو القالوا ضرب النذيز
وفي ضوء هذه الخلفية المشرقة إبداعاً ومتدفقة طرباً وعطاءً من جوانبها المختلفة، رسم الأستاذ عبد الكريم الكابلي لوحة شاعرية زاهية ورائعة عن مروي في أواخر خمسينيات القرن الماضي، يقرأ نصها الكامل هكذا: فيك يا مروى شفت كل جديد فيك شفت عيون لعبو بي شديد وانكويت بالنار من زهور في خديد مهما زاد وجدي ما ينسي الريد لأنو قلبي حنين وبعشق التغريد بي محاسن الكون بي جمال الغيد يلا نمشى النيل في أواخر الليل بين رمال ونخيل يغنى لينا جميل بوبا عليك تقيل القمر بوبا يا مريسيل تعال بوصيك في الرمال الصيد بلاقيك لو بعزمك وبتعلق بيك قولو حالف ما بباريك وما بدليها التهمة فيك جيت ماري العصير لقيته تملا فوق بير الرقيبة قزازة عصير العيون متل الفناجين الزراق فوقه تقول حرير الضمير عاج التكارير السنون براقن يشيل وإنت ريحتك فرير ولا بت السُّودان أصيل شوف فلانة الواردة وحوَّه دخلت سكنت قلبي من جوه واتغابت فوقو الخوه تحكى خطو الريمه العايرة على نغم الساقية الدايرة تغنى ليها تقول والله ظلم لينا ظلم يا ناس القوز علينا ظلم الشال السيدة وخلا حرم سفر التلات والله عدم سعينا الريد جنينا حكم وقلنا الحب والله قسم متين يا الساقية نترك النوح يجيني قميري يقولي نروح نزور الشوفتو ترد الروح حبيبي السادة خفيف الدم فيك يا مروى شفنا كل جديد فيك شفنا جمال كل لحظة بزيد يزبي وجداني وبى حلاتو أشيد وإن نسيت ما نسيت يوم لقيت الصيد ساهي في حسنو وبى غناهو سعيد كم أضاع صبري يالحلة تنوري يا الحلة تنوري يا بنية تنوري حاشاك تتغيري قسمي الشبال كتري لي قلوب الناس كبري ويا عيوني اتصبري
في سياق هذه القصيدة طرح الصحافي نجيب نور الدين سؤالاً على الأستاذ الكابلي مفاده: “آسيا وإفريقيا، ومروي، وليلة المولد، أعمال فنية ذات طبيعة خاصّة، وهي الأقرب إلى الأوبريت والغناء الجماعي، وتحمل مضامين جديدة في الشعر الغنائي. كيف يقرأ كابلي هذه التجارب التي تشكل محطات مهمَّة في مسيرته؟ وإلى أين أفضت بتجربته الفنية عموماً؟” فأجابه الأستاذ الكابلي بشأن مروي، قائلاً: “ربما كانت أولى هذه المحطات أغنية مروي؛ إذ حملت ملمحاً غنائياً لم يكن معروفاً من قبل، هذا حسب علمي، وقد أكون من المخطئين، فقد ذخرت بالصور المتحركة إلى جانب تضمين ثلاثة كوبليهات من منطقة أحبابي الشايقية، حيث كنت أعمل، وقد وصفها بعض النقاد في حينه بأنها نواة لأغنية الأوبريت.” هكذا كانت مروي إضافة جديدة وحقيقية على المستوي المهني، والمستوى الاجتماعي، والمستوى الفني-الثقافي للأستاذ عبد الكريم الكابلي، بل إنها أضحت تمثل واسطة عقد في تاريخ مشواره الغنائي، الحافل بالإبداع، والمتدثر بمختارات التُّراث الشعبي السُّوداني الناظمة لثقافاته المحلية. وفي خاتمة هذا الجزء من مقال: “مروي ذكريات ومذكرات” تبقى لنا بشارة سارة، نبعثها على جناح حمام زاجل إلى الأستاذ عبد الكريم الكابلي، فحواها أن ديوان الشاعر حسونة الذي جمعه الأستاذ الراحل عمر الحسين محمد خير (ت. 2005م)، وحققه تحقيقاً جامعاً مانعاً، في طريقه للنشر، آملين أن يكون هذا الديوان إضافةً حقيقيةً للمكتبة التُّراثية في السُّودان، ومحلّ تقديرٍ واحتفاءٍ عند رهط الباحثين المهتمين بتراث منطقة مروي الكبرى، ومن بينهم شاعر “يا مروي شفت فيك كلَّ جديد”. (تبع: مروي في مذكرات الإداري بشير حسن وقيع الله) ahmedabushouk62@hotmail.com