سخر خبراء ومراقبون من التصريحات التي ادلى بها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار بشأن أن الحزب بصدد تشكيل أكبر تحالف يضمّ كافة قوى الثورة لإسقاط حكومة الانقلاب، وأنّ التحالف منفصل وليس له علاقة بقوى الحرية والتغيير، وقالوا أن الشيوعي ليس له تأثير في الساحة السياسية تمكنه من صناعة ذلك التحالف.
وقال المحلل السياسي عوض عبدالفتاح إن الحزب الشيوعي من الاحزاب المضطربة في السودان، وتقوم سياسته بمعارضة الحكومة باسم الحزب، والمشاركة فيها عن طريق كوادره في النقابات والكيانات الاجتماعية؛ مشيراً الى استراتيجية الشيوعي تقوم على إحداث الشقاق وسط المكونات الحكومية، والتفرقة واشعال الفتن بين كل المكونات.
ورجع عبدالفتاح لتحالف قوى الحرية والتغيير الذي كان الحزب الشيوعي واحداً من مكوناته وانه عارضه فور وصوله للسلطة وانحرف بالحكومة الانتقالية لتمارس الاقصاء وانتهاك العدالة وقال عبدالفتاح أن تاريخ الحزب الشيوعي في السودان لم يثبت يوماً أنه حزب معتدل لديه برنامج للاستقرار والتنمية وأن تجاربه السابقة تشير لدمويته في التعامل مع خصومه مستشهداً باحداث الجزيرة ابا واحداث بيت الضيافة وتسأل عبدالفتاح عن المكونات الموجودة حالياً والتي يمكن ان تتحالف مع الحزب الشيوعي ؟ موضحاً ان الحديث يعني به لجان المقاومة والثواّر ولكنه عاد وقال حتى اولئك لن يتحالفوا مع الحزب الشيوعي لان بين المجتمع السوداني والحزب الشيوعي حائط خرصاني صنعه الحزب نفسه بممارساته السياسية وتاريخه الدموي.
واضاف استاذ العلوم السياسية أحمد محمد فضل الله أن الحزب الشيوعي السوداني أعلن منذ البداية رفضه للمساومة على الثورة، والخضوع للمحاور الاقليمية، دون أن يتنازل إطلاقاً عن ديباجته الفكرية المتمثلة في الاشتراكية وسيادة الطبقة العمالية، ورفض تجرع روشتة البنك الدولي.
وقال يوجد داخل الحزب أكثر من موقف، متناقض أحياناً، وأن تلك التناقضات ظاهرة في بيانات الحزب وتصريحات قادته ولا يبدو أنه يخشى الا الشارع الثائر،ويبيع للجماهير بضاعته السياسية بأسعار المصنع، لذلك نجح في استمالة قاعدة كبيرة من الشباب، افتتنوا بظاهر الأشياء والشجاعة في التعبير عن الموقف الثورية وقال فضل الله (العبرة بالنتائج ولم تكن مشاركة الشيوعي في الساحة السياسية ايجابية وحتى اولئك الشباب الذين يتاثرون بايدلوجيته يرفضونه كحزب ) موضحاً أن فكرة تحالفه القادم ليست الا استهبال سياسي يمارسه الحزب الشيوعي عبر تاريخه.