ضمن حقوقي الدستورية التي كفلتها لي ثورة ديسمبر المجيدة، بأجتياحها قلاع العقل الشمولي المركزي البائس، حق التعبير عن ذاتي كمواطن حقوقاً وواجبات، لاساهم مع مواطني بلادي في بناء الحالة الجديدة المؤسسة على الديموقراطية واللامركزية الفيدرالية وسيادة حكم القانون وغيرها من المبادئ الدستورية، والتي أوردتها وثيقتنا الدستورية، التي تتطور بجهودنا المتنوعة، كيفما كانت جذورنا، الى دستور قابل للاستدامة.
بروح المواطنة أخاطبك اليوم د. عبد الله حمدوك، فأيما كانت الظروف التي صحبت عودتك إلى رئاسة الوزارة بعد تدابير كانت تقود إلى إنقلاب متدني في معاييره الانسانية على الثورة، وقد كانت لا مناص ستجد مناصرة من قوى التبعية والانقياد لمركزية السلطة، فإن وعياً شخصياً يفرض علي مشاركتك الاتجاه بأننا مانزال نحافظ على قدرتنا على المضي قدماً على درب الحكم المدني الطويل الشاق، بمسلمات شعاراته الداوية: حرية، سلام وعدالة والتي تزداد اواراً وحيوية بهادر مسيرات الوطن في كل ارجائه، وفي عاصمته الاتحادية من كل اركانها وهي تنطلق بزغرودة مميزة من كنداكة في ركن قصي تلهب الشوارع حماساً وأحلاماً، هذا الاتجاه الذي نتشاركه يحتاج منا إلى تقييم وتعزيز ومزيد من المناصره.
لقد تمكنت ثورة ديسمبر أن تجمعنا، على رفض اهدار القدرات والموارد خاصة البشرية وطاقات الشباب بناة المستقبل. لقد لخصت ذلك في كياسة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك 2019، بإحساس سوداني رفيع، جعل من السودان أيقونة تلك الدورة كما شهد بذلك الدبلوماسيون والاعلاميون، خاصة عندما أكدت أمام الجميع بقوة ووضوح أن شعبنا السوداني لم يكن (راعياً أو داعماً للارهاب)، وأنت تدعو الولايات المتحدة الامريكية لرفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، بما يتيح أمام حكومة الفترة الانتقالية (الاسراع في خطوات البناء والتنمية ومحو آثار العقود الثلاثة المظلمة من التيه تحت سلطة النظام السابق).
بما تعهدت به في ذلك الخطاب امام المجتمع الدولي، جعلت السبب الأساسي في طلبك رفع اسم السودان من القائمة المذكورة. أن ( شابات وشباب السودان هم الذين صنعوا هذه الثورة وهم الذين يصنعون المستقبل وسيرسمون معالمه كما يحبون) وهكذا جاء تعهدك الذي وقفنا ونقف معه، قولك في الختام (لن تكون الدولة إلا عونا لهم – الشباب – في ذلك – صنع المستقبل).
سيادة الرئيس عندما يصعد شخص إلى خشبة المسرح، يكون قد اكتسب صفه الممثل، فليس أمامه إلا ينجح أو يقبل الفشل، ونجاحك في تعزيز الإنتماء إلى شوارع الثورة، وإن صدقت معها تصدقك، أما القوى السياسية والحزبية فهي تعرف تبني نفسها أو تغادر دون مغامرات عنف والقوات المسلحة بتاريخها الطويل في الضبط والربط أمامها الاندماج في رؤية الدولة المدنية وفق المعايير الدولية، وأمامك لا خيار فمن قال When going gets tough, the tough gets going فقد صدق. لقد اختارت قوى الاستناره في كل الدروب والمسارات، الحرية والتغيير الدستوري، وهو صعب، ولكنك تم لك حق الاستمرار بالانتماء للوطن والتغيير والشوارع التي لا تخون.