إنخرط رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس في لقاءات مكثفة خلال الأيام الماضية مع قيادات الحكومة وكان آخرها اللقاء بلجان المقاومة. وإلتقى فولكر بعدد من وزراء الحكومة السابقة ورؤساء أحزاب ثم إلتقى برئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وأكد رئيس بعثة يونيتامس، خلال عدد من اللقاءات إهتمام الأمم المتحدة بإنجاح الفترة الانتقالية، معتبراً أن اتفاق ٢١ نوفمبر الموقع بين البرهان وحمدوك، يعد خطوة متقدمة فى إتجاه التوافق الوطنى بين السودانيين، منوهاً إلى الخطوات الكبيرة التي تمت في تنفيذ بنود الإتفاق وفي مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
لكن حراك فولكر بيريتس جوبه بهجوم ضاري من عدة جهات لدرجة تنظيم وقفة إحتجاجية أمام مقر البعثة رفضاً للتدخل الأممي في الشأن الداخلي السوداني. وأعلنت لجان مقاومة الخرطوم، أن اجتماعها مع رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة، فولكر بيرتس لم ينعقد، وسلمته مذكرة بموقفها الرافض للإتفاق السياسي. وذكرت لجان المقاومة، في بيان، أنها قبلت الدعوة للقاء رئيس البعثة الأممية، إستجابة لما تدعو له دوماً من ديمقراطية. وأضافت اللجان، أنها طلبت بث اللقاء مباشرة على منصات اللجان الإعلامية، وتم الرفض من قبل البعثة الأممية.
ووصفت كثير من التيارات فولكر بيريتس بعدم الشفافية وسعيه لإخفاء الحقائق برفضه لبث اللقاء مع لجان المقاومة وهو ما يضعه في خانة من يعمل في الظلام ويخفي الكثير من المعلومات والحراك عن الرأي العام السوداني. وأكد ناشطون أن رئيس بعثة يونيتامس صار يتحرك وكأنه الحاكم العام للسودان. وطالب البعض ساخراً بتعيينه العضو الخامس عشر في مجلس السيادة بينما يقول البعض الآخر بسخرية أشد أن على حمدوك التنحي من كرسيه ليجلس عليه رئيس الوزراء الفعلي.
وإنتقد دبلوماسيون ومراقبون ما أسموه تقاعس بعثة يونيتامس عن القيام بدورها المنصوص عليه في قرار إنشائها بيونيو 2020 والمتمثل في حماية الوثيقة الدستورية والمدنيين. وقال الخبير القانوني كمال الأمين لموقع سكاي نيوز عربية إن مهام البعثة واضحة ومحددة في القرار رقم 2524 والذي ينص على أن تعمل على دعم الإنتقال الديمقراطي، وحماية الوثيقة الدستورية والمدنيين وبناء السلام، لكنها لم تحقق أياً من مهامها تلك حتى الآن.
من جانبه، أشار الدبلوماسي والسفير السابق في الخارجية السودانية عبد الوهاب الصاوي إلى أن معظم تجارب البعثات المشابهة في إفريقيا ومناطق أخرى من العالم أكدت عدم قدرتها على تحقيق المهام المرسومة لها. وشرح الصاوي وجهة نظره قائلاً إن البعثة إنصرفت عن مهامها الرئيسية الموكلة لها خصوصاً في الجوانب المتعلقة بحماية الفترة الإنتقالية.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون إن التدخلات في الشأن السوداني تحتاج لحسم. وعلى متخذي القرار إنهاء هذه الفوضى والسودان بلد يتمتع بكامل السيادة ولا يملي عليه أحد قراره وهو ما قاله نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في آخر تصريحات له عندما أكد إن إجراءات 25 أكتوبر كانت تصحيحاً لمسار الثورة دون أي إملاء أو شروط من أي جهة.
وأشار الخبراء إلى تصريحات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان التي قال فيها إن بعض القوى السياسية تقوم بتنفيذ أجندة خارجية لعرقلة عملية الإنتقال الديمقراطي في السودان، مضيفاً: (لا نتهم أحداً بتنفيذ أجندة خارجية لكن نرى ذلك بالعين المجردة من بعض القوى). وتساءل الخبراء مع من يعمل هؤلاء ولمصلحة من ولماذا كل هذا الحراك الأممي؟ هل هو من أجل الشعب السوداني أم من أجل أجندة أخرى؟.