يقول الخبراء الاقتصاديون ، لا يمكن تغيير الأوضاع بمقاومة الواقع القائم، فان السماء لا تمطر ذهبا ولل فضة ، ولكن من أجل احداث تغيير ، الاجدى بناء وطرح نموزج جديد، يجعل النموزج الحالي مندثرا .
ويستشهد الخبراء الاقتصاديون بالثورة البلشيفية في روسيا، حينما استولي لينين إدارة البلاد كان حال الكهرباء بائيسا في روسيا، ومن أجل اصلاح البلاد دخل في حوار مع معارضيه، وخاصة المهندس الكهربائي في حوار علمي …بادرة بالقول : ( ليس لي نية ان تكون شويعيا ، كن ما شئت … كل ما يهمني هو الكهرباء التي في عقلك !! روسيا تحتاج إلى الكهرباء لتحيا ، وأنت من تساعدها … ثم صمت لينين برهة … ذهل المهندس الكهربائي الذي كان ينتظر الموت .. فتبسم ضاحكا ولم يرفض طلب لينين بالرغم من معارضته …لان في ذلك خدمة لروسيا بأكثر مما هي خدمة لنظام الحكم الذي يعارضة ) فكان ان شيد أكبر خزان للتوليد المائي يعمل حتى الآن ، ما يقارب المائه عام … ذهب الاتحاد السوفييتي وبقيت الكهرباء التي خطط لها ونفذها التكنو قراط فهل يتكرر نموزج المنهدس الروسي في الحكومة الأنتقالية المقبلة ؟
يقول الخبير في إدارة الأزمات وفض النزاعات دكتور على يحى ما دعاني إلى سرد نموزج المهندس الروسي ما بلغ السودان من انسداد في الأفق بالرغم من الأتفاق السياسي الذي وقعه حمدوك مع البرهان وحمدوك لحقن دماء الشباب، فالقوي السياسية من ( قحت)لم تستجب للنصح الأ بعد ضحي الغد ، في الوقت الذي حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن(14.3) مليون سوداني يمثلون حوالي (30%) من سكان البلاد سيحتاجون لمساعدات غذائية خلال عام 2022 أي بزيادة (800) الف عن العام الحالي من أصل (47.9)مليون نسمة .
ويتسأل الخبراء والباحثون لماذا تزيد قوى إعلان الحرية والتغيير والأحزاب السياسية الأخري الطين بله، تشتعل النار في كل يوم من أجل الاطاحه بأتفاق حمدوك والبرهان السياسي دون مراعاة لحالة العوز والفقر المدقع وانحدار البلاد إلى المجاعة ؟ فماذا تريد قوى إعلان الحرية والتغيير بعد الإطاحة بنظام الانقاذ وسيطرت على زمام الأمر في البلاد ؟ المواطن الغلبان على أمره يحتاج الى الكهرباء والوقود وغاز الطهي والأمن الغذائي، ووقف الحروب الأهلية في الولايات ومعالجة معدل التضخم الذي بلغ (400%) للخروج من الموت المحقق بسبب المجاعة المتوقعة .
المراقبون للمشهد الشوداني يتهم قوي إعلان الحرية والتغيير على الحكومة الانتقالية بانها ادخلت البلاد في دائرة الفقرة المدقع والمجاعة بسبب الصراعات مع المكون العسكري منذ الإطاحة بالبشير والمكايدات السياسية مع الأحزاب التي توالت مع المؤتمر الوطني، وتركت الشعب ينتظر المساعدات الغذائية من الدول الغربية بالرغم ان السودان فيه اكبر مخزون من اليورانيوم بعد جنوب افريقيا وكميات من الذهب والنحاس والصمغ العربي بالاضافة الى كميات كبيرة من النفط والأراضي الزراعية التي تقدر بهكتارات من الأفدنة، و 50 مليون رأس من البقر والابل والغنم والضأن بالاضافة الى كميات كبيرة من مياه امطار تعادل مياه النيل غير المياه الجوفية فماذا يموت الشعب السوداني بالجوع والفقر المدقع وتتصارع قوى إعلان الحرية على كرسي السلطة ؟
يقول الخبير الإعلامي والمحلل السياسيي صالح محمد عبدالله من سخرية القدر ان تحذر الأمم المتحدة بان 30% من السودانيين بحاجة ماسة لمساعدات غذائية نتيجة لزيادة مستويات الجوع الحاد والفقر المدقع قد تؤدي إلى فقدان أرواح ملايين من الشعب بسبب انخفاض الإنتاج الزراعي بسبب الحروب الأهلية في ولايات دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان بالإضافة إلى تغيير المناخ وانتشار وباء كورونا وفي الوقت الذي يصارع معظم الدول الغربية الخطى للإستثمار في السودان نحن ندفن رؤوسنا في الرمال ونريد ان تمطر لنا السماء ذهبا وفضة بالأقوال وليس بالأفعال.