التقى الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، برئيس بعثة الأمم المتّحدة المتكاملة لدعم الإنتقال في السودان يونيتامس فولكر بيرتس. وأكد دقلو خلال اللقاء عزمهم للمضي قدماً في مسار التحول الديمقراطي الحقيقي الذي يفضي إلى قيام إنتخابات حرة ونزيهة، مشيراً إلى أن الأوضاع تمضي في الإتجاه الصحيح من خلال الإلتزام بتنفيذ الإعلان السياسي، مؤكدًا إستعدادهم التام لتقديم كل ما من شأنه مساعدة رئيس الوزراء لأداء مهامه. وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في دارفور وشرق السودان، لافتاً إلى أن الجهود مستمرة لتشكيل القوات المشتركة إلى جانب مواصلة المشاورات مع الأطراف لإيجاد حل لأزمة شرق السودان.
من جانبه قال رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس، إنه سيتوجه اليوم إلى نيويورك لتقديم تقرير لمجلس الأمن الدولي عن الأوضاع في السودان، مشيراً إلى أنه إستمع إلى جميع الأطراف بما في ذلك الشباب، داعياً إلى أهمية وضع مؤشرات للإنتقال السياسي.
ونبه خبراء ومحللون سياسيون إلى ضرورة أن يورد فولكر بيريتس في تقريره الحقائق بوضوح دون الإنحياز لجهة بعينها. خاصة وأن الأمم المتحدة حذرت من عرقلة الإتفاق والخطوات الجارية لتحقيق التحول الديمقراطي عبر إنتخابات حرة ونزيهة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ناشد السودانيين تغليب الحس السليم والقبول بالإتفاق المبرم في 21 نوفمبر بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لضمان إنتقال سلمي إلى ديمقراطية حقيقية في السودان. وحذر غوتيريش المتظاهرين الذين يطالبون بحكم مدني، من تداعيات خطيرة إن إستمروا في التشكيك في هذا الحل.
وفي السياق قال المتحدث بإسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، أن الإتفاق الذي تم التوصل إليه في 21 نوفمبر شكل خطوة مبدئية للسير قدماً بإتجاه إستعادة النظام الدستوري بالكامل في الحكم الديمقراطي المدني، إلا أن ثمة المزيد من العمل ينبغي القيام به، وثمة حاجة إلى خطوات عاجلة وجدية من قبل السلطات لإعادة التأكيد على الإلتزام بالإعلان الدستوري، لتمهيد الطريق نحو إنتخابات حرة ونزيهة تقود إلى نظام مدني ديمقراطي.
من جانبه، قال رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي، موسى فكي، إن عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إشارة مشجعة، وندعم الأطراف الفاعلة في السودان لإيجاد تسوية لإتمام هذا الإنتقال وتنظيم الإنتخابات على وجه الخصوص فهي تجري لأول مرة منذ عقود في السودان. وأكد فكي أن الإنتخابات ستجري نظرياً في غضون 18 شهراً، وأضاف: (أعتقد أن على الأحزاب السياسية أن تجهز لها، ويجب إنشاء لجنة الإنتخابات وإنشاء المؤسسات القضائية أيضاً حتى ينجح الأمر برمته).
ويقول الخبراء أن هذه التصريحات الإيجابية تجاه الخطوات التصحيحية والإتفاق السياسي من أعلى قيادات في الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي يجب أن ينتبه لها مجلس الأمن الدولي في جلسته المرتقبة. وعلى رئيس بعثة يونيتامس أن يضع ذلك في الإعتبار ويكون أميناً وشفافاً وهو يعكس واقع الأحداث في السودان والخطوات العملية التي تجري على الأرض عقب القرارات التصحيحية.