ظلت الموسيقي السودانية والالحان الغنائية ايضا والتي تتخد من السلم الخامس ( الخماسي) غائبة كثيرا عن الاذن العربية .. بل ومن اجهزة الاعلام العربية بكافة اجناسها من صحافة واذاعات واجهزة بث ومنتديات ايضا .
ذلك ان الاذن العربية التي تعودت علي سماع الموسيقي والاغنيات التي تتالف من السلم الشرقي ( السباعي ) والذي يتكيء علي ربع التون ونصف التون هو الذي جعل شعوب المنطقة العربية لا تحس بجماليات السلم الخماسي السوداني بالرغم من انه سلم عالمي يتوفر في معظم الموسيقي الاسيوية والاوربية والامريكية وفي القارة الافريقية بالطبع
لكن وبعد انتشار وتعدد الفضائيات خلال الثلاثين عام الماضية اصبحت مراكز البحث الموسيقية ومعاهد الموسيقي في العالم العربي فضلا علي الجولات الفنية التي يقوم بها الموسيقيون والمطربون السودانيون واقامتهم للحفلات الجماهيرية في معظم الدول العربية .. كل ذلك جعل الانتباه لفن الغناء السوداني يتسلل الي حد ما داخل الوجدان العربي .
وعند الحديث عن دار الاوبرا المصرية العريقة والاكثر شهرة في الاهتمام بالفنون الموسيقية علي اطلاقها فان هناك اهتماما ولو ظل خجولا بالشان الفني السوداني .. إلا انه يعتبر بداية للاعتراف بان هناك ابداع موسيقي سوداني يستحق المتابعة والاهتمام به .
وتعتبر دار الأوبرا المصرية من أعرق المراكز الثقافية على نطاق الإقليم العربيةحيث تأسست في العام ١٩٣٢م بانعقادها لاول مؤتمر موسيقى لمناقشة قضايا الموسيقى العربية .. وظل هذا المؤتمر مستمرا بشكل راتب وباحتفال سنوي يشارك فيه خيرة أساتذة الموسيقى من كل الإقليم العربي بالبحث العلمي. وقد اصبح العنوان هو (مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية) نسبة للبرامج الموسيقية والغنائية المصاحبة للمؤتمر بالمسرح الكبير بدار الأوبرا بالقاهرة حيث يشارك فيه المع النجوم العرب.
وجرت العادة ان يتم اختيار بعض المطرببين والموسيقىين ممن لهم أدوار فنية وبصمات على مسيرة الفن في بلدانهم. وفي هذا العام ٢٠٢١م تم اختيار الفنان محمد الأمين من ضمن المكرمين مع مجموعة من الدول العربية المختلفة . وبهذا يكون الفنان محمد الأمين اول مطرب ومؤلف موسيقى سوداني يتم تكريمه في هذا المهرجان وكان ذلك بتاريخ ٢٠٢١/11/1م.
ولكن سبق ذلك ان تم في العام ٢٠٠٢م تكريم الموسيقار السوداني البروفيسور الفاتح حسين ( عميد كلية الموسيقي والمسرح بجامعة السودان الحالي) بمهرجان دار الأوبرا المصرية الصيفي والذي يعتبر هو أول موسيقى سوداني يكرم من قبل إدارة المهرجان بجانب المع النجوم العرب منهم المطرب محمد منير والموسيقار المصري عمر خيرت وفتحي سلامة . وهنا يجب ان نسجل تهنئة مستحقة للموسيقار المجدد الفنان د. محمد الامين وللبروفيسور الفاتح حسين الذي كان له السبق في ان تكرمه الاوبرا المصرية قبل عقدين من الزمان .
وكيف لنا ان ننسي مدينة الاحلام ومدني التي اخرجت لنا تلك الاشراقات الابداعية .والتهنئة يجب ان تشمل هنا تلك المدينة صنوة الابداع في الفن والرياضة والثقافة والروح الوطنية لمدينة ام درمان . والي اللقاء