في الوقت الذي تهتز فيه أرض السودان تحت أقدام بنيه، يغرق السودانيون في الخلافات والكيد السياسي متناسين أن مسألة الاستقرار وتثبيت الأرض المهتزة تحت أرجلهم ومن حولهم ” الجوار” أهم من التصريحات الخاوية و التشكيك في نظام الدولة والافتراء عليها.
وبحسب خبراء فإن مثل هذه التصرفات تزيد من حدة الاستقطاب والصراعات التي غالباً ما تمتطي قوارب الحرية وسط الأمواج الهائجة من كل حدب وصوب.
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين النعيم” عندما تشتد الضغوط ويتم تاجيج الأوضاع بسب المواقف الأيديولوجية والكيد السياسي والكراهية لدرجة الاقتتال الفعلي يخسر الجميع” ، ويضيف بقوله” ومما يزيد الحاجة إلى الحكمة أن هناك أحداث كثيرة تتطلب من المواطن ان يفهم انها مترابطة وغير معزولة فالاحداث في جبل مون وكرينك والنهود وابوجبيهة وابو كرشولة ذات نسق واحد وهناك مسئولية لأي مواطن تجاه أي فعل، وبالتالي كل مواطن أو جهة يشارك في الاعتداء على أقسام الشرطة أو يشارك في الاعتداء دارفور أو في كردفان فهو خائن للوطن.”
وحذر مراقبون من خطورة إضطرابات الاوضاع التي تشهدها السودان و الإقليم، وهي حالة من الاضطراب مصحوبة بالتدخلات الأجنبية لقوى غربية وإقليمية تسعى لتحقيق مصالحها، الأمر الذي يتطلب من السودانيين بمختلف مكوناتهم وقواهم السياسية التوحد لمنع انزلاق بلادهم في الفوضى والاحتراب الشامل.
وشدد النعيم على أهمية أن يتحلى المواطنون بالحكمة وعدم الاندفاع وراء الشعارات المنادية بالحرية دون أعمال النظر في ما تجره من أعمال عنف واضطراب.
ويجمع الخبراء على أهمية التوازن ما بين الاستقرار والحرية والشيطنة والخيانة من أجل وطن معافى ومستقر.