نقاط في حلبة الملاكمة السياسية !
عبدالباسط شاطرابي
- إذن نحن الآن أمام خلاف مكشوف بين البرهان وحمدوك .. ولا مجال لحديث دبلوماسي لإخفاء الخلاف.
- الأزمة ليست فقط في قرار تكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية وصلاحياته، لكنها في تناقضات جذرية بين الوثيقة الدستورية واتفاقية السلام الموقعة في جوبا.
- الوثيقة الدستورية تقول إن لها السيادة على ما سيأتي من قوانين لاحقة، واتفاقية السلام تقول إن لها السيادة على الوثيقة، وكلتاهما أشارتا بالنص الصريح إلى ذلك !!
- عليه .. يفهم مجلس السيادة أن مجلس الشركاء الذي ابتدعته الوثيقة الدستورية المعدلة، يستلهم روح اتفاقية جوبا (رغم عدم النص عليه في الاتفاقية) ليكون بمثابة مجلس تشريعي مؤقت، بل وليكون صاحب القرار السيادي الأول، وهكذا قام بتفصيل صلاحياته على هذا المقاس .. في حين يفهم مجلس الوزراء أن مجلس شركاء الفترة الانتقالية، ببساطة، هو جهة استشارية وجهاز للجودية في حال التنازع، رغم علامات الاستفهام المتعلقة بقبول مجلس الوزراء لفكرة مجلس الشركاء من أساسها!
- تحويل الخلاف إلى أزمة ليس من مصلحة الطرفين، كل ما هنالك أن يقرأ كل طرف أفكار الآخر ونقاط الخلاف المحددة للوصول إلى فهم مشترك.
- جلسة واحدة تكفي لإزالة التباين إذا كان الجميع حريصين على مصالح البلاد. و سيغني حشد الجهد لتكوين المجلس التشريعي عن أي خلاف حول مجلس شركاء الفترة الانتقالية.
- الدور المهم يقع أيضا على عاتق القادمين الجدد بموجب سلام جوبا .. فعليهم زحزحة الأمور إلى نقاط التلاقي .. لأنهم شركاء في الخسائر إذا انزلقت الأمور في الاتجاه الخاطئ.
- من يظن أن الطريق نحو الديمقراطية يمر بالبساتين والخمائل فهو واهم.. فالأشواك والحجارة ذات الرؤوس المدببة هي معالم الدرب.
- مجلس شركاء الفترة الانتقالية نفسه جاء مليئا بالثقوب في عضويته، رغم دغدغته لمشاعر البعض، ومن يقرأ (الأسماء) يستشعر التمكين المخل، مثلما يستشعر التحجيم والتكميم لما تبقى من أنفاس الثورة، وأظن أن الفطنة ستكون حاضرة إذا تم مراجعة هذا الأمر.
- المؤلم أن هناك من يتلذذون حاليا بالخلاف ويتمنون اتساعه، فقد ظلوا خجلين من إعلان عدائهم (المكبوت) للثورة، ويجدونها الآن فرصة لهدم “كل شيء” .. ليعود إليهم “كل شيء” .
- الله المستعان.