بالأمس وصلت الجماهير إلى القصر لتؤكد انها ماضية في طريق إسقاط انقلاب البرهان وحميدتي وبقية عساكر المجلس الانقلابي ولاعقي بوتهم من سياسيين وحركات مسلحة، وهو ما سيحدث طال الزمان ام قصر.
وصول الجماهير للقصر وعبورها للكباري والارتكازات يدل على تحول مهم جدا وهو تفكك القبضة الامنية الانقلابية وانحياز صغار ضباط وجنود الجيش والشرطة للجماهير، وهو انحياز طبيعي بعد ان انكشف ان قادة المجلس العسكري لا يحملون اي توجه وطني او قومي وانما يحملون توجها ذاتيا بحتا يريدون به ان يسيطروا على الحكم والثروات المعدنية كالذهب وتحويل بقية الشعب بما فيه ضباط وجنود الجيش والشرطة إلى مجرد تابعين وحماة لمصالح الدكتاتوريين.
استخدم الانقلابيون الرصاص والقمع المفرط من أجل فض اعتصام القصر الجمهوري الذي بدات الدعوات له تصدر من لجان المقاومة، فقد كان انحياز الضباط والجنود وفتح الكباري والارتكازات دليل على أن الاعتصام اذا نجح وثبت حتى الصباح فان عزل البرهان وحميدتي وبقية المجلس العسكري سيحدث لا محالة وبسرعة، لذلك اطلق المجلس الانقلابي المزعور رباطته المسعورين لفض الاعتصام، وقد سجلت اللجان جميع الانتهاكات المأساوية التي حدثت ليلة البارحة، وسوف يلاقي القادة والجنود وكل من أصدر او شارك او نفذ هذه الانتهاكات عقابه الذي يستحق، والشعب لن ينسى ولن يغفر.
يجب ان نشير إلى أن الشارع نجح امس ولكن نجاحه غير مكتمل لسبب واحد وهو القيادة ورؤيتها للمرحلة القادمة، نعلم جميعا أن لجان المقاومة اصبحت هي القائد، ولكن رؤية هذا القائد لما بعد إسقاط الانقلاب غير واضحة وغير معلنة حتى الان، نتذكر جميعا أن ثورة ديسمبر كان يقودها اعلان وحدة قوى الحرية والتغيير وهو أعلان صدر منذ يناير اي قبل اربعة شهور من سقوط المخلوع، لذلك كان الجميع على بينة من الرؤية في المستقبل، لذلك مطلوب الان ان تتفق لجان المقاومة على اعلان سياسي واضح المعالم يقدم الإجابات للثوار ودول الإقليم والعالم حول الحكم الانتقالي القادم ومبادئه وافكاره.
صحيح هناك اعلان سياسي صدر من بعض اللجان، ولكنه غير كافي بهذا الشكل، يجب أن توقع جميع التنسيقيات عليه وتفتحه لبقية الكيانات الثورية الاخرى وتعلنه للجماهير ليكون هادي هذه المرحلة وعنوان المرحلة القادمة.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com