• في الحروب، وبالذات قديماً، كان القادة الأذكياء يرسلون للعدو المتقدِّم (سرايا مناوشات) طوال الطريق، مهمتها أن تزعج العدو، وتشتت إنتباهه، وتنهك قواه، وأحياناً تقهقهره عن التقدم، حتى إذا ما وصل إلى أرض المعركة وصل منهكاً، مرهقاً، منهار المعنويات، فتسهل هزيمته بالجيش المُرتكز الذي ينتظره على الجهة الأخرى !!
• ثورة ديسمبر في الأصل هي ثورةٌ ضد نظام الإنقاذ، وضد نهج الإنقاذ، وضد طريقة تفكير وفكر الإنقاذ..وإذن فإن حربها الرئيسة مع نهج وفكر وسيطرة الإنقاذ، وليس مع أي جهةٍ مناوشة!
• وأي معركة أخرى تلهينا عن إتمام هذه الثورة إلى غاياتها هي عملٌ من أعمال سرايا المناوشات، ويجب ألا يجعل الثوار منها حرباً رئيسة تثنيهم عن الحرب الرئيسة الكبرى !
• من أعمال المناوشات -مثلاً- التي أُريد لها أن تُثني الثورةَ عن إكمال مراحلها المشاكساتُ والمعاكسات المؤسفة للحزب الشيوعي بُعيد سقوط الإنقاذ، والتي ساهمت في تعطيل الحكومة الإنتقالية، كما ساهمت في إضعافها، وربما تكون من الأسباب التي ساهمت في تشجيع وقوع إنقلاب البرهان!! وكذلك من أعمال المناوشات إنشقاقات تجمع المهنيين، وتهافُت الأحزاب، وخَوَرها وإفراغها وفراغها من كل طرحٍ ثوريٍّ جاد يساهم في دفع العملية السياسية في البلاد..
كذلك فإنَّ جرجرة أرجل الحركة الشعبية شمال (جناح الحلو) وحركة عبد الواحد نور في سعيهما وإنضمامهما لعملية السلام، برغم خوازيقها، فهي من أعمال المناوشات المُضرة، ولو أنهما سارعتا بالإنضمام المبكر لركب الثورةِ المباركة لقَوِيَ عودُ الثورةِ بهما، ولربما منعتا (تكويش) بُغاث الحركات الأخرى على مشهدِ السلامِ كله وضعف مخرجاته في مدينة جوبا ولربما منعتا وقوع الخوازيق في إتفاقية جوبا للسلام !!
• أما إنقلابُ البرهان فهو عملٌ شيطانيٌّ، ومفصليٌ تماماً، من أعمال الهجوم والمدافعة التي ما فتئ يقوم بها نظام الإنقاذ وخلاياه ضد القُوى الثورية التي أزاحته..ويتساوى مع إنقلاب البرهان في إجرامه ما قامت به الحركات المسلحة الإنتهازية، وزعاماتها جبريل إبراهيم ومنِّي مناوي ومبارك أردول وغيرهم، والإنتهازيون الآخرون من أمثال التوم هجو وعسكوي وغيرهما.. وهذا يجب أن يكون مفهوماً، إذ إن الإنقاذ وفلولها لن يسكتوا، ولن يستسلموا، وسيقاومون وبكل قوة، وإلى النهاية، وبكل السبل، ولن يراعوا فينا إلاً ولا ذمة، وحتى إذا تدمر السودان من ذلك، طالما كان في تدميره مجرد شُبهة لرجوعهم مجدداً، وما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً !!
وإنَّ ما قام به الناظر تِرِك بوعيٍ، أو بغير وعي، هو أيضاً من جنس إجرام إنقلاب البرهان الكيزاني المتدثر بدثار الكذب والتلفيق !!
• عليه فإن دحرَ إنقلابِ البرهان يعتبرّ مكافئاً تماماً، من حيث أهميته، لعملية دحر الإنقاذ التي ما قامت الثورة إلا لإنجازها، وأي توصيف لهذا الإنقلاب بأقل من ذلك هو غفلةٌ عاجزة لا تُغتفر..وإنَّ الأيام التي تهافت فيها البرهان على السلطة، والقرارات التي أتخذها، والأشخاص الذين جاء بهم، كلها من أعمال الرِّدة إلى الإنقاذ ما في ذلك شكٌّ أبداً !!
• ويجب أن يكون مفهوماً أن هذه الثورة لن تنتصر قط إذا سمحت لإنقلاب البرهان بالإستمرار، لأن إستمراره يعني إستمرار ذات الإنقاذ، بل يعني بقاء الإنقاذ، وكمان بصورة أقوى ‹وأفهم› من ذي قبل !!
• إنقلاب البرهان ليس مناوشة للثورة..
بل هو حربُ كسرِ عظمٍ مع الثورة !!