أكدت الجماهير الثائرة ضد انقلاب البرهان والفلول والمرنزقة وحدتها وصمودها في خروجها بمواكب هادرة بكل أنحاء السودان وجسدت تلاحمها عبر مسيرة أمدرمان التي عبرت كبري الحديد ومسيرة بحري التي عبرت كبري المك نمر واستمرت المواكب الهادرة حتى وصلت القصر الأمر الذي أزعج الانقلابيين الذين لجأوا كعادتهم للعنف المفرط ضد الثوار السلميين واطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والقنابل المطاطية.
أورد الصحفي الميداني النشط الزين عثمان في تقرير صحفي نشر ب”السوداني” عدد اليوم الاثنين بعض تفاصيل ماجرى عقب وصول الثوار للقصر الجمهوري ونشر معلومات استقاها من نقابة الأطباء الشرعية عن إصابة أكثر من 26 إصابة بمستشفى فضيل منهم ثلاث إصابات بالرأس وثلاثة بالعيون إضافة لاربع حلات أخرى في الرأس حالتهم مستقرة وبمستشفى الفيصل أكثر من 80 إصابة من بينها إصابات في العيون وإصابة في الصدر نتجت عنها كسور عدا إصابات أخرى بالمستشفى الدولي ومستشفى بحري.
لم يسلم الصحفيون من اعتداءات الانقلابيين أثناء تغطيتهم للمواكب الهادرة كما حدثت حالات اعتداء وتحرش جنسي وعنف مصحوب بنهب موبايلاات حتى تسببوا في فض الجماهير التي تجمعت أمام القصر في محاولة بائسة لتكرار جريمتهم المعروفة بفض اعتصام الثوار أمام مبني القيادة لفي بداية اندلاع ثورة ديسمبر الشعبية كنهم لم يستطيعوا ولن بستطيعوا كسر صمودهم وعزمهم على استرداد الديمقراطية وتحقيق أهداف ثورتهم التي انقلب عليها البرهان وعصبته.
لن أشغلكم بالتحليل غير المؤسس حول تيسيير مهمة عبور الثوار الذين شقوا طريقهم بجسارة وثقتها الصور من بينها صورة شاب يحمل “كفنه” على يديه لتأكيد إستعدادهم للموت بلا وجل .. يكفي أنهم كسروا الطوق الأمني إلى أن وصلوا للقصر وأسمعوا صوتهم للعالم أجمع مؤكدين وحدتهم وصمودهم وعزمهم على اسقاط انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة.
هنك يقين لايتزعزع بأن هذا الانقلاب ولد ميتاً وسط رفض جماهيري واضح ومقاطعة عالمية موجعة وقد تقطعت الجسور بين الانقلابيين وجماهير الشعب وبينهم وبين العالم الخارجي عدا بعض الطامعين في خيرات الاسودان ، ومازال الثوار يراهنون على وحدتهم بكل مكوناتهم المدنية والعسكرية وعزمهم على استرداد الديمقراطية بعيداً عن الخلافات والصراعات المصطنعة بين المؤسسات المدنية والمؤسسات العسكرية وصمودهم ضد الانقلابيين العسكريين والمدنيين.
ليس من مصلحة أي طرف في السودان محاولة فرض الواقع الفاشل البئيس الذي تسبب فيه انقلاب البرهان وعصبته الذين فشلوا في قيام حاضنةشياسية تسندهم كما فشلوا في تشكيل حكومة عدا مخلفات الفلول من الذين شاركوا في تحريضهم على الانقلاب .. أما الجماهير الثائرة فإنها ماضية في طريقها لاسقاط سلطتهم المنهارة أصلاً ولن تتراجع لانه ليس لديها ماتخسره بينما لديها قوة الارادة الشعبية والوحدة والصمود والأمل المتجدد في الانتصار واسترداد سودان الديمقراطية والسلام والمواطنة والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين بعيداً عن كل أشكال التسلط والقهر والوصاية والهيمنة الاحادية.