حشود بلاقيادة! وطاقة مهدرة!
يري كثير من المراقبين علي احترامهم الحشود الكبيرة ومواكب الثوار الاحتجاجية التي تطالب بتغيير الاوضاع السياسية بالبلاد؛ انها ليست كافية وحسب وانما تنقصها العديد من الاجابات المنطقية للتساؤلات الكبري التي اصبحت اجاباتها ضرورية لفهم المشهد السياسي بالبلاد؛ وبالدرجة الاولي لمصلحة الحراك و”عقلنته” بعد ان اصبح في رأي الكثيرين مجرد حشود لا رؤية ناظمة لها! وذلك ما يجعلها اقرب الي الجهود غير المثمرة! او يضعها في خانة “تحصيل الحاصل”! وذلك ما اشار اليه اغلب المراقبين بقولهم “ان الشارع متقدم علي قياداته السياسية” وهو تعبير للتخفيف عن حقيقة ان الشارع ليس له رؤية استراتيجية او خطط لما بعد ذلك!
هناك العديد من الاسئلة التي تحتاج الي اجابات مقنعة دونها لايستقيم امر مواصلة الحراك بهذه الصورة الطقسية الباهتة!
اولها؛ ما الذى يريده هؤلاء المتظاهرون؟
تقول شعاراتهم الأكثر وضوحا انهم لايريدون حكم العسكر ويريدون حكومة مدنية كاملة، حسنا، هب ان العسكر ذهبوا إلى حال سبيلهم، كيف يمكننا تكوين حكومة مدنية وممن تتكون هذه الحكومة المدنية المنشودة؟ في ظل التناحر والاختلاف والتشاكس بين القوي المدنية وفي حقيقة الامر ذلك ما اوصلنا لهذه النقطة بالذات! ومانزال نذكر حتي قبل قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر مبادرة السيد رئيس مجلس الوزراء الانتقالي خارطة الطريق ثم الآلية ثم خلية الازمة وغيرها من المبادرات التي سعت من أجل توافق سياسي يحصن الانتقال!
ثم ما الذي يريده الثوار من الحكومة المدنية؟ وما هي الاهداف التي يرجو تحقيقها من خلالها؟ واذا لم تتحقق هذه الأهداف كما هو الامر الواقع لكل حكومتي الانتقال! بدليل مواكب تصحيح المسار التي كانوا يسيرونها طيلة السنين الماصية مابعد الثورة! اذن ماذا هم فاعلون حينها؟ هل سيدعون الي اسقاطها فقط كما الحكومة الانتقالية السابقة؟ ليبدأون دورة اخري في “ماراثون” الحراك الثوري! ليبدأ البحث من جديد عن حكومة مدنية أخرى؟! ان لم يكن هذا هو العبث بعينه فقل لي انت اذن كيف هو العبث؟!
الآن يبدو انه حتي قيم الديموقراطية وقبول الآخر اصبحت موضع اختلاف بين هذه الجموع! ولنا ان نشير الي فض ندوة شمبات، ومخاطبة حدائق الفتيحاب، او حتي الاعتداء علي وزير الصناعة السابق “ابراهيم الشيخ” اليست قبول الاخر وصراعه عبر الحوار او صناديق الاقتراع هي الدبموقراطية وقيمها وطريقها الاوحد؟ فكيف لنا نشدان الديمقراطية ممارسة نقيضها فى نفس الوقت؟!
هذه أسئلة حقيقية من وجهة نظر المراقبين وكما اشار اليها الباحث و الصحفي المحلل السياسي “عبد الله خير الله” بضرورة التصدي للإجابة عليها بوضوح، قبل انطلاق اي موكب!
وذلك رأينا وما نذهب اليه ايضا
