علق بعض المراقبين علي ردود الافعال التي شهدتها الساحة السياسية بالبلاد من التيارات السياسية والناشطين وعامة الشعب؛ ومآلاتها بعدما رشح في اجهزة الاعلام؛ من نية تقديم حمدوك لاستقالتة من منصب رئاسة مجلس الوزراء الانتقالي بالبلاد!
ابرز العناوين لهذه التعليقات هو التناقض “المخيف” الذي اسفرت عنه مواقف القوي السياسية وبعض الناشطين وتيارات قوى الثورة الاخرى؛ في رفضها للاستقالة بصورة اشبه للانهيار النفسي؛ من خلال بعض ردود الافعال! بعد تصريحات نفس هذه القوى مرارا وتكرارا منذ اتفاق الواحد والعشرين من نوفمبر الماضى؛ بان توقيع “حمدوك” للاتفاقية وقبوله العودة لمنصبه رئيسا للوزراء؛ ماهو الا شرعنة للانقلاب واقرارا للامر الواقع بعد قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر للقائد الاعلي للجيش! لتتحول مواقفها الي القول بوجوب منعه من الاستقالة! وضرورة بقائه؛ لان استقالته لا تعني سوى تمدد الانقلاب! لا بل نادوا بضرورة بقائه لانه يمثل حالة ايجابية في تحجيم الانقلاب!؟
وذلك بحسب المراقبين أكد إشارات ذات دلالات عميقة تكشف في آن واحد مواقف العديد من المكونات الفاعلة في المشهد السياسي؛ اولها ما ابداه المكون العسكري من حرص علي بقاء حمدوك؛ واظهره من جدية في تنفيذ اتفاق ٢١ اكتوبر
ومواصلة الفترة الانتقالية حتي التحول المدني الديموقراطي! مهما اختلف الناس حول دوافعه لذلك الا انه كان الموقف المعلن في هذا الجانب؟
الا ان الاهم من ذلك هو ما اتضح خلال كل هذه المواقف؛ من اهتزاز القوي السياسية؛ وعدم قابلياتها المناسبة في الاستعداد لمواجهة التحولات المفاجئة في الساحة السياسية بالبلاد! فقد تبيَّن انها لاتملك بديلا لرئيس الوزراء! وذلك في رأي الكثيرين؛ نتيجة لعدم امتلاكها رؤية سياسية موحدة او استراتيجية لادارة الفترة الانتقالية؛ كما يعكس مدي اختلافها وعدم توافقها؛ وحالة الانقسام العميق التي تعيشها؛ مما اورثها انعدام القدرة والشلل التام! في التعاطي مع الفعل السياسي اليومي وتحولاته الجارية!؟
وذلك اتضح جليا في عدم القدرة علي توظيف المواكب الهادرة! والاستفادة منها عمليا في ترجمة مواقفها الرافضة لحقائق علي الأرض؛ وفرض شروطها لتغيير التوازنات السياسية للاطراف المسيطرة علي السلطة بالبلاد! ولكنها لم تفعل وكان كل ذلك هدرا لطاقات الشباب الجبارة؛ وقوي الثورة الحية! التي اصابها الاحباط لعدم رؤيتها تقدم في الواقع نتيجة التضحيات الكبيرة وما تبذله من جهود في ذلك؛ حتي وصل الامر بها ان تعيش هذا الارباك الكبير نتيجة ما رشح من اخبار عن نية “حمدوك” تقديمه الاستقالة المفاجئة؟!