التقيت قبل سنوات بشابة سودانية كانت تتدرب على مهارات العمل التلفزيوني في قناة الجزيرة، وكان تدريبها يقتصر على متابعة صحفي ما وهو يعد تقاريره من الالف الى الياء، وبعدها بأيام سمعت في أحد التقارير المبثوثة على الهواء صوتا نسائيا لافتا للأذن والأنف والحنجرة، وسألت عن صاحبة الصوت فقيل لي انها “البنت المتدربة”، وكانت تلك البنت هي اريج الحاج، وكان السماح لها بتسجيل تقرير يعد للبث بصوتها أمرا غير مسبوق، فمحطات التلفزة الكبرى لا تسمح بذلك إلا إذا أنست في الشخص قوة الصوت وسلامة مخارج الحروف إلخ، ثم اختفت اريج من المشهد الجزيري، وعلمت ان زوجها طلبها في بيت الطاعة الأمريكي ف”ما صدقت” وانطلقت الى هناك ومعها طفلاها
سرعان ما حصلت أريج على وظيفة في قناة الحرة في واشنطن، وظلت خارج شبكة راداري لحين من الوقت، ثم فوجئت في مطبوعات صحفية أمريكية بمقالات لها متقنة الصنعة لغة وحبكة ومحتوى، بإنجليزية لا تشبه إنجليزية مرسي، ثم رأيتها في مقاطع طويلة في يوتيوب وهي تعرض محتويات كتب رصينة لمؤلفين جهابذة، وأدركت حينها ان “دربها مرق”>
ليت أريج تكتب عن تجربتها بعد ان تتقدم بها السنين (عمرها الحالي طبعا سر عسكري لا يعرفه حتى زوجها) فهي نموذج للشخص الرافض للانحباس في صندوق التخصص الأكاديمي، فقد نالت شهادتها الجامعية في مجال الفيزياء، ولكنها ظلت مهتمة ب”التنوير والاستنارة” وبدأت بنفسها بالقراءة المكثفة في مختلف المجالات لتوسيع مداركها، الى أن أحست أن لديها ما تقدمه للناس، ودخلت مجال الاعلام، ورغم أنها لم تجد أبوابه سالكة إلا أنها واصلت إعداد نفسها كإعلامية باكتساب المهارات اللازمة بالمتابعة والرصد ثم التدريب الى وصلت الى قناة الحرة.
ويوم السبت 25 ديسمبر (غدا) تدعوكم أريج الى برنامجها الأسبوعي “بين نيلين”. الذي يتناول الحدث السوداني بمختلف أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية ويتيح الفرص للسودانيين لمناقشة شؤونهم وشجونهم بمنتهى الصراحة والحرية. ويستضيف سياسيين وصناع قرار ونشطاء من المجتمع المدني. ويلقي الضوء على المواقف الدولية من السودان ويحاور محللين أميركيين معنيين بالحدث السوداني.
أرح باكر وكل سبت الى الحرة في العاشرة م بتوقيت السودان والثامنة م بتوقيت غرينتش