أطلقت قوات الأمن السبت (25 ديسمبر 2021م) قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق آلاف المتظاهرين الساعين للوصول إلى القصر الرئاسي بالخرطوم. ووفق شهود عيان للأناضول، “استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين تمكنوا من الوصول إلى شارع القصر الرئاسي من البوابة الجنوبية (مقر مجلس السيادة)”. وأوضح شهود العيان أن “حالة من الكر والفر سادت بين المحتجين وقوات الأمن في شارع القصر وسط العاصمة الخرطوم، جراء إطلاق قنابل الغاز والصوت”.
أصيب عدد من المتظاهرين إثر إطلاق قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع خلال مظاهرات اليوم السبت طالبت بعودة الحكم المدني، في حين دعا “تجمع المهنيين السودانيين” للمشاركة بمظاهرات جديدة الخميس المقبل.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق متظاهرين حاولوا الوصول إلى القصر الجمهوري بالعاصمة الخرطوم، ما أدى لوقوع إصابات.
وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في الخرطوم بحري خلال محاولة الشرطة منع المتظاهرين من عبور جسر “المك نمر” باتجاه القصر الجمهوري.
ومنذ ساعات صباح اليوم، أُعلن عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في عموم السودان، كما أعلنت ولاية الخرطوم أن جميع الجسور على النيل أغلقت منذ مساء أمس الجمعة.
وقد حذرت قوى “إعلان الحرية والتغيير- المجلس المركزي” السلطات السودانية من استخدام القوة لقمع المظاهرات السلمية.
وقال القيادي في قوى الحرية التغيير ووزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء في الحكومة المعزولة خالد عمر إنه “لا خيار أمام سلطة الانقلاب سوى تسليم السلطة للشعب، هذا شعب كسر كل القيود ولن يخضع للاستبداد أبدا”.
وأضاف -في تدوينة على تويتر- أن “قطع الإنترنت والاتصالات لن يثني أحدا عن المضي قدما حتى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية توفر حياة كريمة لهذا الشعب العظيم”.
كر وفر
وتجمع المتظاهرون على بعد بضع عشرات الأمتار من القصر الجمهوري، مقر السلطة الانتقالية التي يترأسها الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش.
وشارك رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان مقاطع فيديو تظهر حركة كر وفر بين المتظاهرين والقوات الأمنية في شارع القصر بالخرطوم.
كما يواجه المتظاهرون الذين يحاولون عبور الجسور التي تربط الخرطوم بضواحيها وابلا من قنابل الغاز المدمع.
وانطلقت مظاهرات كذلك في “مدني” الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب الخرطوم، وفي عطبرة في الشمال وفي بورتسودان في الشرق، وفق شهود.
دعوات جديدة
في سياق متصل، دعا “تجمع المهنيين السودانيين” إلى المشاركة في مظاهرات جديدة الخميس المقبل، للمطالبة بـ”تنصيب سلطة مدنية خالصة”.
وفي بيان له -نشره على صفحته بفيسبوك عقب مظاهرات اليوم- قال التجمع إن “القوى الثورية تؤكد عزمها انتزاع سلطة الشعب وثروته كاملة، وتنصيب السلطة الوطنية المدنية الخالصة النابعة منها والمعبرة عن طريقها للتغيير الجذري، وتطلق الدعوة للمليونية القادمة الخميس المقبل”.
وأضاف البيان “ندعو الثائرات والثوار للاستمرار في تنظيم الفعاليات الثورية والدعائية لمليونية 30 ديسمبر/كانون الأول 2021 في كل مدن وقرى السودان”.
من جهتها، طالبت “اللجنة المركزية لأطباء السودان” المجتمع الدولي بالاهتمام بالأحداث التي تجري في السودان، وتطلعات الشعب لوطن خال من جميع أشكال الحكم العسكري والدكتاتوري.
وقد دعا فولكر بيرتس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان السلطات السودانية وقوات الأمن إلى حماية المظاهرات.
وقال بيرتس إن حرية التعبير والوصول الكامل إلى الإنترنت حق من حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن المواثيق الدولية تحظر اعتقال أي شخص بسبب نيته في الاحتجاج السلمي.
من جهتها، أعربت سفيرة النرويج بالسودان عن قلقها من التقارير التي تتحدث عن اعتقالات وصفتها بغير القانونية، وقمع المجتمع المدني بالسودان.
ودعت سفيرة النرويج السلطات السودانية إلى انتهاز الفرصة لبناء الثقة المطلوبة، بحماية جميع المتظاهرين.
المصدر : الجزيرة + وكالات + وكالة سند