قال رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر إن إنقلاب 25 أكتوبر أدخل البلاد في نفق مغلق، وأربك المشهد الوطني المتشابك أصلاً، وزاد من تفاقم أزماته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وأهدر فرص استعادة علاقات السودان الخارجية إلى وضعها الطبيعي.
وأشار برمة خلال حديثة في المؤتمر الصحفي حزبه ( الثلاثاء 28 ديسمبر 2021)، إلى أن الاتفاق الذي تم توقيعه بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك يوم 21 نوفمبر، لم يفلح في إيجاد مخرج آمن من تداعيات الإنقلاب، بل تصاعدت تعقيدات المشهد الوطني باشتعال جذوة الحراك الثوري في الشارع ، وارتفاع وتيرة الغضب الشعبي المتزايد نتيجة لانتهاكات المنظومة الأمنية واستخدامها لأدوات القمع والقوة المفرطة تجاه الثوار واحتجاجاتهم السلمية.
وقال إن المحصلة النهائية لتطورات الأحداث منذ انقلاب 25 أكتوبر، هو الإفتقاد إلى الشرعية، وإنعدام الفرصة التاريخية لاستكمال مهام المرحلة الإنتقالية ، أحدى أهم محطات عملية التحول الديمقراطي المنشود.
وأكد برمة أن حزب الأمة القومي ومن واقع مسئولياته الوطنية والتاريخية، ومنطلقا من مبادئه القائمة على الحرية والديمقراطية، ونهجه الداعي إلى التوجه القومي والحكم الراشد، يخاطب كافة مكونات المجتمع السوداني السياسية والمدنية ومؤسسات الدولة النظامية وأطراف العملية السلمية، ولجان المقاومة الشعبية، بأن السبيل إلى مستقبل آمن وزاهر للوطن الحبيب، والطريق إلى تجاوز هذه الأوضاع المأزومة، والخروج من وهدة الانفاق المغلقة هو التنادي والتفاهم والتراضي، عبر الإجماع قدر المستطاع لإستعادة الشرعية والاتفاق حول كيفية إنجاز مهام المرحلة الإنتقالية .
وقال إن حزبه عكف على إعداد خريطة طريق مقترحة لإستعادة الشرعية واستكمال المرحلة الانتقالية والتي سيضعها أمام كافة قوى الثورة والتغيير وسيعمل على التواصل مع كافة مكونات العملية السياسية المدنية وقوى الحراك الثوري للإتفاق حول مضامين هذه الوثيقة عبر مائدة مستديرة، يدعو لها الحزب عاجلا، ومن ثم الدعوة إلى قيام المؤتمر التأسيسي لإنجاز التوافق الشامل حول استعادة الشرعية واستكمال المرحلة الانتقالية.