تسببت الهشاشة الأمنية في مزيد من التعقيدات في إقليم دارفور الذي يشهد تفلتات كبيرة في الايام السابقة. كما أسهمت الأزمة السياسية وعدم تشكيل الحكومة في أعباء اضافية على حكام الولايات، وامس الأول هاجم عدد كبير من المواطنين بمدينة الفاشر مخازن منظمة الأغذية العالمية واستولوا على المواد الغذائية وغيرها من الأشياء، ويرى الخبراء أن استمرار عمليات التفلت في دارفور تعبر عن الأزمة الكبيرة بغياب دور الأجهزة الأمنية عن المشهد المجتمعي مما اتاح الفرصة لصناعة الفوضى، وقالت تقارير، داهمت مجموعة مسلحة على متن 6 مركبات دفع رباعي مساء امس الثلاثاء مخازن برنامج الغذاء العالمي بمدينة الفاشر وتمكنوا من نهب مواد غذائية بعد ان اشتبكوا مع قوة تأمين المخازن.
ونقلت مصادر ان المتهمين دخلوا في اشتباكات مع قوات حماية المخازن ونهبوا كميات من المواد الغذائية بعدها تدافع المواطنون صوب المخازن وتم نهب المواد الغذائية
ويقول المحلل السياسي محمد السناري ان سيناريو إقتحام مخازن منظمة الأغذية العالمية وقبلها نهب ممتلكات مقرات اليوناميد بالفاشر تشير بوضوح للهوة الأمنية الكبيرة وخاصة بعد تعطيل جهاز الأمن والمخابرات في الفترات السابقة مما جعل البلاد تسقط في ادراج الفوضى بجانب انشغال الأزمة السياسية وعدم تشكيل حكومة جديدة فرض شكلا من الفراغ الذي يؤدي إلى مزيد من الازمات، ويرى السناري ان هناك أيادي خفية تعبث باستقرار دارفور بتكرار سيناريو مشابه لإحداث الفوضى، مشيرا لضرورة فرض هيبة الدولة واحكام سلطة القانون حتى لاينفرط عقد الأمن في البلاد، وأشار إلى ان دارفور شهدت في الفترة السابقة استقرارا بعد توقيع اتفاقية جوبا للسلام وبدأت في خطوات التعافي من آثار الحرب المدمرة ولكن اخطأ ممارسة الحكومة الانتقالية السابقة افرزت واقعا حرجا في دارفور واسهمت الأزمة الاقتصادية في تلك المشاهد المؤلمة لمواطنين ينهبون مخازن الأغذية او يقومون بسرقة معدات وأجهزة مقار اليونميد