مليونية ٣٠ ديسمبر أثبتت مرة اخرى ان شعب السودان أصبح متمردا على التسلط والقهر والدكتاتورية، وأصبح مستعدا للموت الف مرة على ان يعود مرة اخرى لحكم العسكر والشمولية.
مواكب في كل مدن السودان شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، تنادي بالمدنية وترفض حكم العسكر، ومعظمها شباب، اجيال جديدة ( لنج )، لا تعرف سوى ان الوطن هذا يخصها وأن المستقبل ملكها وانها ان لم تصلح هذا المستقبل الان فان مستقبلها سيقرره القتلة والمغتصبون، وياله من مستقبل بشع.
نفس الملامح الباسمة الشابة الواثقة التي في وجه شهداء مواكب ٣٠ ديسمبر موجودة في كل الجيل الجديد، الجيل المختلف، الشجاع المصادم، الذي علم ان علة هذه البلاد في الذين يقتلون الناس تحت سلطة القانون، الذين ينهبون الناس تحت حراسة الدولة، الذين يغتصبون الحرائر تحت حصانة الدولة، الذين يسرقون ثروات الشعب تحت راية الدولة، الذين حولوا سلطة الدولة لسلطة شخصية، ولم تعد سلطة تخص الناس بل تخص الغاصبين، لذلك واجهوا هذا السيل الفاسد وهتفوا بكل جسارة رغم الرصاص والسجون والتعذيب: (السلطة سلطة شعب).
الصراع الذي يدور الان في شوارع السودان هو بين فئة تعمل من أجل المستقبل، من أجل استعادة سلطة الشعب على الدولة وتحريرها من الدكتاتورية والمليشيات والقتلة، من أجل الحرية والعدالة والسلام، ويمثلها الشباب السوداني الحر الباسل في الشوارع والكيانات الثورية الملتزمة بأحلام هذا الجيل، وفئة تريد إعادة البلاد القهقري، إلى الماضي المظلم حيث بيوت الأشباح والفساد و(ألحس كوعك) بقيادة البرهان وحميدتي والتوم هجو وجبريل ومناوي وبقية الجوقة.
ايمان الفئة الاولى بالمستقبل جعلها مستعدة للتضحية في سبيله بارواحها، ورغم انها ارواح شابة ومليئة بالحياة، الا انها لم تستكثرها على بلاد لم تعرف المستقبل منذ استقلالها، بلاد تعيش في الماضي، في الظلام، وفي الكهوف السحيقة، لا ترى الشمس ولا تبصر الضياء. في بسالة نادرة وشجاعة تشعرك بالفخر يواجهون الرصاص والبمبان ويتمسكون رغم القمع المفرط بهذا الحلم الوضيء، حلم سودان يسع الجميع ويمثل الجميع ويعبر عن الجميع لا يحكمه فرد ولا يسيطر عليه دكتاتور.
مستقبل السودان يتوقف على من سينتصر في هذه المعركة، هل ينتصر المستقبل وتشرق شمس السودان على العالم، ام ينتصر الظلم وتعود البلاد إلى ليل الدكتاتورية؟؟!! الشعب وحده هو من يصنع الفارق ويرجح الكفة، وهل ثمة شعب لا يبحث عن مستقبل مشرق؟ بلا شك سيدعم الشعب حلم الشباب ويهزم جوقة البرهان والتوم هجو وسينتصر المستقبل وستحلق ارواح ( بيبو) وصحبه الشهداء فوق راية النصر مبتسمة ووضاءة.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com