نظم مركز أبحاث الديمقراطية والدراسات الاستراتيجية باستراليا ندوة إسفيرية تحدثت فيها الدكتورة أماني الطويل خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية بعنوان تحديات الانتقال في السودان.
أوضحت الدكتورة أماني رأيها في مجريات الأحداث في السودان عقب انتصار ثورة ديسمبر الشعبية وقالت أنها من أنصار التعامل مع المؤسسة العسكرية بحذر دون تخوين وأشارت للعوامل الداخلية والخارجية التي فرضت الشراكة في الحكومة الانتقالية كما تناولت بالنقد الخلافات التي أضعفت أداء الحكومة الانتقالية ووصفت الخطاب السياسي السوداني بالمتهور.
إنتقدت اداء الحزب الشيوعي وموقفه من الحكومة الانتقالية على سبيل المثال وقالت إن التنوع في السودان بقدر ماهو مصدر ثراء فإنه مصدر قلق، وانتقدت خطاب الجبهة الثورية وقالت إن اتفاق جوبا للسلام ساهم في إضعاف الوثيقة الدستورية وقالت إن الشعب السوداني غير مؤطر وهذه مسؤولية الأحزاب السياسية.
للأسف لم تتعرض للتحدي القائم الان امام الانتقال الديمقراطي المتمثل في انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي الذي انقلب على الحكومة المدنية واعتقل الوزراء والسياسين وعاد لممارسات المقع واستخدام القوة الفرطة في مواجهة المدنيين الذين خرجوا معبرين عن رفضهم الانقلاب.
دافعت الدكتورة أماني عن إنشغالها باشأن السوداني وحرصها على طرح رؤاها كباحثة وكاتبة صحفية لان مايجري في السودان يؤثر على مصر والمنطقة المحيطة وقالت إن من حق السودانيين أن يتناولوا الشان المصري دون أن يعتبر ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية.
أكدت الدكتورة أهمية التعامل مع المؤسسة العسكرية بحذر دون تخوين وهي تعلم تماماً ان التخوين موجه للانقلابيين الذي انقلبوا على الحكومة المدنية وليس للمؤسسة العسكرية التي يحرص الجميع على تعزيز استقلالها وقوميتها وإبعادها عن حلبة الصراع على السلطة.
لم توضح ماذا تعني باحتواء النظام القديم ودعوتها للوفاق الوطني المطروحة من بعض الذين يحرصون على حماية سدنة النظام القديم وعرقلة محاكمة المجرميم والفاسدين وعملية استرداد الاموال المنهوبة، دون ان يعني ذلك قفل الطرق امام التوافق الوطني مع الذين جنحوا للسلم ولم يسهموا في انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر.
تعرضت الدكتورة أماني الطويل لهجمة مرتدة من بعض المعقبين على طرحها وصنفها البعض تصنيفات عدائية لم تكن مناسبة رغم انها لم تقصر في استفزازهم بنقدها للشارع السوداني وشعارات “الدم قصاد الدم” واتهامها لبعض الأحزاب التخندق الأيدولوجي، لكنها احتملت هذه الهجمة وواصلت الدفاع عن رأيها بل واستعدادها للقاء في ندوة أخرى لمزيد من النقاش والتفاكر.
تحية مستحقة لمركز أبحاث الديمقراطية والدراسات الاستراتيجية باستراليا وللدكتورة أماني الطويل وللأستاذ خالدعثمان الذي أدار الندوة.