اتصل بي عدد من الإخوة يتساءلون عن خبر بناء كنيسة بقريتي مسيدة وأن منظمات أوروبية تسعى أيضًا لبناء مدرسة في القرية، وأن هذا خطوة لنشاط خطير. والحقيقة يوجد في قريتنا بناء أثري كنا نسميه في طفولتنا بيت الجن، وكنا ندخله لنطمس صور العذراء وكانت ظاهرة في ذلك الوقت بألوان زاهية على طلاء أبيض. والبناء ليس كنيسة، بل هو دير، ونحن نعلم أن الرهبان كانوا يتخذون من المناطق المعزولة أماكن للعبادة، ومكان البناء منعزل بالفعل. وقبل سنوات تحدث معنا أستاذنا الفاضل البروفيسور علي عثمان محمد صالح أستاذ الآثار في جامعة الخرطوم، وأخبر بأن منظمات أوروبية سوف تصل إلى المنطقة لترميم ذلك الأثر. وعلمت من ابن الخال الباشمهندس صالح جعفر أن البعثة الأثرية سوف تحضر في يناير من العام الجديد لتتولى هذا العمل. ومن رأيي أن هذا العمل لا غبار عليه، بل أشجع التعاون مع العاملين فيه بحسبان أنه عمل تاريخي وسياحي وتنموي. وفي ظني ليس له صلة بالعمل التنصيري الذي قد يتحسس منه الناس. وقد ذكرت في معرض الرد على بعض الإخوة كيف أنني كنت مسافرًا في بعض ولايات الغرب الأوسط الأمريكي فانتبهت إلى لافتة تشير على مدينة سيزار رابيدز، فتكلمت مع مرافقي الأمريكي وقلت له إن هذه المدينة تضم أقدم مسجد في أمريكا يسمونه أم المساجد. وعلمت أن المسلمين الذين أنشأوا المسجد قد انقرضوا مع الزمن، فاهتمت سلطات الولاية بالمسجد ورمَّمته وجعلت فيه معرضًا ومكتبة عامة، وهو اليوم معلم سياحي تفاخر به ولاية أيوا.