مقدمة لحديث قديم عن العود والصوليست: إن مواضيع الكتابة عن الموسيقى وبالذات آلة العود هي من التيمات والموضوعات التي أعشقها للغاية. نشرت قبل سنوات مقال في صحيفة الخرطوم كان موضع عزف آلة العود. فسرحت إذذاك في مكالمة تيلفونية مع صديقي الزبير سعيد الذي كان يعمل بهيئة تحرير تلك الصحيفة. فكان أول كلمة تنفجر من فيه هي: – ده كلام يا دكتور؟ السودان ما فيهو عازفين عود؟! – يا اخي في زول ينسى الأستاذ محمد الأمين وأدروب وعوض احمودي؟ – يا أخي في الحوار قطعت بعض الأشياء، مثال أبداع محمد الأمين على الآلة – خلاص يبقى في وصلات للكلام – أبشر يا صديقي فوجئت بعد عدّة أيام من الحوار الذي عُمل معي، وعندما أرسل لي صديقنا العزيز بالصحيفة محمد أمبلي الملف كاملًا كالعادة، أن وجدت به مقال: ليه التجني يا دكتور بدوي، بريشة الزميل الزبير. فتحت عينيّ وقلت في نفسي: الكلام ليك يا المفتح عينك! الحقيقة الحوار الذي نشره رامي معي في يوم ٢٧ في تلك السنة تضمن أشياء عدة عن عملي في ألمانيا فله الشكر الجزيل على هذا الجهد والعمل الجميل– بيد أنني وجدت في طيات المقال أن البقر تشابه عليه في كثير من الأمور ذكر لي زملائي في الصحيفة أن كثير من أعضاء الوسط الفني قد تأزموا للحوار الذي أجريته. وعلى بعض النقد الذي أبديته والذي لم أطلقه هكذا دون سياق. واتصلوا عليه لينددوا بمن هو جاهل بأمر ومكانة عازف العود السوداني المرموقة. بكل صدق وأمانة أحسست حينئذ بالبعد الزمني والمكاني بيني وبينهم، لأنهم لم يعوا قصدي كما ينبغي. على كل، وأعيد الكرّة ها هنا لكي يفهم القارئ قصدي وأنني لم أقصد البتة التقليل من شأن زملائي الفنانين ولا أن أترفع عليهم لأني واحد منهم، فهانذا قد سلكت طريقي لأتعلم وأعلّم. فلهم العتبي إن غضبوا. أقول لهم، نعم، السودان به خيرة العازفين لكن – وهنا كلمة “لكن” مهمة – بالنظر إلى محاور القياس التقني نجد الفرق بين العازف المصاحب لفرقة (كعوض أحمودي أو محمد الأمين) يختلف عنه للعازف الذي تصاحبه الفرقة أقصد ها هنا الصولست كما في قائد فرقة بيت العود في مهرجان دبي. هل يوجد في السودان صولست عوّاد بمقاييس المقطوعات العالمية المعروفة كعازف الكمان يهودي منوين أو كعازف الجيتار جيمي هندركس أو كنصير شمّة أو رائد خوشابا مثلًا أو كما هي الحال في أزيربدجان وغيرها من الدول الشرقية التي تُعلّم فيها آلة العود؟ يجب أن ندرك تماماً يا سادتي بأنه يوجد للعود كونشرتوهات (مقطوعات سمفونية) كالبيانو تمامًا وهذه تتطلب مهارات صوليستية عالية أو قل خارقة للعادة. فلآلة العود مدارس كما كانت للنحو والقواعد مدارس في قديم الزمان بالكوفة والبصرة وبغداد. ومن مدارس العود نجد أهمها المدرسة العراقية، فهي تتسم أولا بأن العود العراقي يختلف في شكله العام عن العود الشرقي وأيضا في دوزنته عن العود السوداني مثلا. ثانيا نجد تمارين العود في مدارس الموسيقى العراقية تعتمد على ألوان عدة منها الشرقيات (المقامات العربية المعروفة وطريقة دراستها مثلا البيات والسيكا والنهوند والعجم والحجاز؛ كما نجد فيها الألوان الغربية التي تشابه عزف الجيتار كتقنيات الكورد وأيضا نرى ألوان الأربيجديو أو قل العزف بالكورد – يعنى أربع نغمات متجانسة؛ ومن ثم نجد لون الباروك الذي انتشر في القرن السابع عشر بأوروبا والأندلس وكل ذلك على سبيل المثال لا الحصر. فالسؤال الذي يطرح نفسه هل عواديّ السودان الذين نعرفهم ونقدرهم ونكن لهم كل الاحترام بلغوا درجة تجعلنا نطلق عليهم لفظ عوّاد “صولست”. أنا أعتقد إجمالا لا وأكرر إجمالا هنا لأن الغالبية تعزف العود بطريقته التقليدية يعني في ضرب الوتر بالريشة وفي تسلسل العزف وتحويل النغمات صعودا ونزولا يعني من الجواب إلى القرار إلخ. لكن يجب علينا أن نقول بأن الوحيدين من الذين يمكن أن نذكّر بموهبتهما الرائعة في العزف الصولو هما الأستاذ البديع محمد الأمين والأستاذ عوض احمودي. لكنهما أيضا لم يخرجا من سياق الأغنية السودانية التقليدية أو المعاصرة إلى آفاق مقطوعات العود الانفرادية كعازفي المدرسة العراقية كمنير بشير ونصير شمة ورائد خوشابا وآخرون. نجد في الوقت الحالي آلة العود تدرس وتلقن بمعاهد أصبحت متخصصة لهذا الغرض منها بيت العود بالقاهرة ودبي والبحرين، وكنت قد سمعت عن محاولات لفتح بيت العود في السودان الذي صار الآن حقيقة ماثلة وشرف لكل سوداني وسودانية، ونحن في انتظار المزيد من العطاء من هذه المؤسسة الرائدة. وهنا مسألة في غاية الأهمية – كما هي الحال في موسيقى الألمان – أن ينشأ الطفل مع الآلة بدروس منتظمة في مدارس الموسيقى وينشأ على اتقان الآلة في الصبا إلى أن يبلغ درجات فائقة من التفرد والاحتراف، والمعروف أن دخول مدارس الموسيقى في ألمانيا يتطلب مهارات عالية ويخضع الطلاب فيها لامتحانات كثيرة تثبت مهارتهم وتمكنهم من الآلة. في هذا السياق ينبغي علينا متابعة الفرق السمفونية بالنت مثلا، وحتى بين هذه الفرق نجد الفرق درجة أولى وأخرى درجة خامسة وليس كلهم في الهواء سواء يا أستاذ الزبير. وكانت خلاصة القول لإخوتي الأعزاء بصحيفة الخرطوم ولمن اتصل عليهم آنذاك منددا بما ذكرته في حديثي إلى الصحيفة أن يرجعوا إلى مرجعيات علمية لمعرفة كيفية قياس مهارات العازف فلا يكفي أن يعزف أدروب “أمي الله يسلمك” بأن نطلق عليه بعد ذلك عازف خارق للعادة. طبعا رأيت أن بعض الإخوة في الصحيفة قد غالوا في كلمة التجني التي أطلقوها في حقي رغم أنني سعيد بالنقد لأنه طرح المشكلة للنقاش الجاد بيد أنه تجنّى عليّ عندما قالوا: عليهو العوض ومنو العوض … ده كلام يا زميل؟! فكان يكفيهم كلمة التجني وألا يذهبوا إلى أبعد من ذلك، فخيرها بغيرها يا أصدقاء. ولنا عودة في التجليات مع عوض احمودي ومحمد الأمين وآخرين لكي نتطرق بصورة علمية لمشكلة الموسيقى السودانية التي لم تستطع إلى الآن بلوغ آفاق العالمية. إذا أين بيت القصيد يا زملائي؟
مبروك … حفل بيت العود بدبي شرفنا: ترجل بنات وأبناء السودان مع قائد الفرقة العراقي الأستاذ شمّة ليبثُوا بالمسرح آيات الجمال والألق. كفاهم وكفانا شرفًا أنهم حملوا أمانيهم وآلاتهم وجمال أنغامهم إلى شبة الجزيرة العربية ليكونوا سفراء لهذا البلد المعطاء في وقت كان ينبغي أن تقف كل أشلاء الأمّة العربية والأفريقية معه في محنته التي يجابهها، إذ يموت أبناؤه وتغتصب بناته في كل لمحة ونفس وفي وضح النهار، ورغم ذلك، فقد امتلأ المسرح بإمارة دبي بالثوار والكنداكات، وكم أسعدني أنهم حيّوا الجمهور في نهاية الحفل بإشارة الانتصار وبالثالوث الثوري: حرية سلام وعدالة. وبعد الحفل الساهر المثير، سالت كثير من الأحبار عنه، وعن الأداء والمضمون، أقصد الكم الهائل للأغنيات الشرقية الشميّة، وكانت كثير من الأقلام قد أجحفت في حق هذه الفرقة الرائعة، علمًا بأننا أمام أوركسترا نشأت خلال عامين، ومهارات تبلورت بكل جدية ومهارة فقط في غضون عامين، ذلك للأغلبية الغالبة، فهذا دون أدنى شك حدث تاريخي بكل المقاييس، لم تستطع عمله حتى كلية الموسيقى والدراما التي تعمل حتى الآن منذ عشرات السنين. نعم، في خلال سنتين فقط، بالدراسة والعمل والمثابرة والامكانيات، تمكن نصير شمّة وأسامة داؤود عبر شركة دال، أن يحققا عملًا عظيما وتاريخيا، سيغير حتمًا مسيرة الموسيقى والطرب والنغم والأداء في السودان وسوف تنتقل هذه الجذوة المشتعلة أولًا إلى كل أقاليم السودان ومن ثمّة إلى كل أنحاء القارة السمراء التي هي في حاجة إلى هذه العلوم وتلك المهارات. من جهة أخرى في استراحة بالفيس تدعى محاريب، وجدت هذا التعليق: “رغم الإبداعات الموسيقية الجيدة التي يقدمها منسوبو بيت العود التي يشرف عليها الموسيقار الكبير نصير شمة، لكنني ظللت دائما، كمستمع عادي، ضد فكرة شرقنة موسيقى وسط السودان حتى في تمظهراتها المحلية المبكرة كما نلاحظها في غناء الفنان الجميل العاقب محمد حسن. برأيي نحن مرجعياتنا الغنائية تأتي من شرق القارة الأفريقية، ابتداء من البجة وانتهاء بالحبشة بالإضافة إلى موسيقى وغناء مراكز وتخوم غرب أفريقيا، نيجيريا والكمرون وساحل العاج وموريتانيا وغيرها. نحتاج لبيت موسيقى سوداني-أفريقي.” (نهاية التعليق) ربما في حديث استراحة محراب شيء من الحقيقة وأنا أوافق الكاتب الرأي، فرغم انتشاء الجمهور بالنغم الذي بثته الفرقة بين الجماهير في تلك الليلة الساهرة وانبهارها بالزي البديع العصري، والمنظر الحسن لكل أعضاء الفرقة، والهندام الجميل المتناسق مع تراثنا السودان (التوب والعمّة)، وفوق هذا وذاك جمال الآلات الحرفية البديعة الصنعة، فكان حقيقة مهرجان من المشاعر، فبارك الله بكم جميعا أسرة بيت العود السودان. وأعود إلى نقد السيد في استراحة محاريب، وأتذكر حديث لي من أحد أعضاء الفرقة الذين درسوا ببيت العود بمصر، وأنّه ذكر لي عندما قرأت أن الأستاذ نصير شمّة سوف يفتح بيت العود بالخرطوم للموسيقى السودانية، أنّه قال لي سوف يكون بيتًا للموسيقى السودانية. وبالرجوع إلى الحفل المقام، ورقم محبتي وهيامي لنغم المقامات الشرقية من نهوند وحجاز، لكن افتقدت أنا وافتقد الحفل لنواة موسيقى سودانية بحتة، دون تداخلات مع موسيقى شمّة، مقطوعات قائمة بذاتها لأساتذتنا الكبار ولتراثنا العميق الجميل، وكانت النتيجة الغالبة – وحدث ولا حرج – مهرجان لعرض معزوفات الأستاذ نصير شمّة. وهذا يقودني إلى التساؤل: ماذا يريد نصير شمّة: أن يقدم نفسه على تراث الأوطان التي يأسس فيها بيوت العود؟ أم أنّه يريد أن يعمل بنكران ذات وتفاني لخدمة الموسيقى العربية في آسيا وأفريقيا. فإن كان يريد الأول، فسوف يبقى بيت العود بالخرطوم منصة لعرض أعماله لا غير، مع تعليم الموسيقى بالطبع، وإن أراد الثاني، فلابد له أن يغير من منهجيته في التعامل مع التراث الخاص بكل بلد. يجب عليه أن يضع باحثين في علم الموسيقى يدعمون بيت العود، ويؤسسون المراجع العلمية التي نفتقدها مثلًا في السودان. يجب أن يدونوا التراث والأغنيات التي تراكمت منذ الثلاثينيات ولا تجد من يحفل بها. هذا هو التأسيس الحقيقي لعمل مستدام وجدير أن نرفع له القبعات. لذلك فيجب أن يصحح المسار ويجب أن يعمل في كل الحالات بنكران ذات وأن يستتر خلف الكواليس من أجل إظهار تراث الدول التي يخدم موسيقاها. رغم ما ذكرت أعلاه، فأنا لا أرى إلا كل إيجابي في عزف والتمرين على مقطوعات شمّة، لأنها بجد صعبة في التنفيذ وتُلقن وتعلّم العازف مهارات كبيرة في التعامل مع الآلة. لكن لابد لنا أن نهتم لموسيقانا أولًا يا أستاذ نصير، وأن نجد مقطوعات سودانية صولو للعود، مثل مقطوعاتك، تكون متناغمة مع تراثنا السوداني ومع سلمه الموسيقى الرائع الذي يعشقه الناس في كل أنحاء أفريقيا. فإذا عدنا مثلا إلى بطون هذا الإرث التليد يمكن أن نستخرج منه العديد من القطع الموسيقية، على سبيل المثال لا الحصر، للأستاذ برعي، كما ونجد مواد دسمة وبديعة في أغاني الكاشف، والقدامى من العمالقة والطاولة مليئة بالخبز كما يقول المثل الفرنسي. فلابد علينا أن نرّفعها ونرتقي بها لنحولها إلى موسيقى أوركسترالية، عالمية، لتخرج من حيزها الضيق المكرور، حتى تتعصرن، وأن يكون من بين تلك المقطوعات، معزوفات صولو للعود. فإذا أراد نصير شمّة أن يطور الموسيقى في هذا البلد، فينبغي عليه أن يتصدى للتعرف على تراثه بكل أمانة وصدق دون الرجوع إلى القشور، (ذكر قائد الفرقة أن عازف الكمان حسام قد علّمه بعض المقطوعات – فهذا لا يقال … أين المراجع يا مايسترو) ومن ثمّة التعريف بها. فالشي الذي يفتقده بيت العود هو المرجعيات العلمية والمراجع لموسيقانا التراثية، وفي الأول والأخير مكتبة عصرية، توثيقية للتراث السوداني، تكون مسموعة، مقروءة في كتب نوتة وصولفيج، ومرئية ليقف أبناؤنا وبناتنا لمعرفة من كان الكاشف ومن كان خليل فرح، ليتشبعوا بهذه الروح ويبنوا عليها، وكما قال المثل من نسي قديمه تاه، إذن فإن تأسيس المكتبة العلمية هو الألف والياء، في نقل المعارف من وإلى التراث السوداني. أما فيما يتعلق بالحفل، فلقد أعجبني الأداء وأعرف كعازف وموسيقي، أن من يستطيع أن يقف بعد سنتين على خشبة مسرح، وتلك كانت الأغلبية الغالبة، فهو قد تجرأ لأخذ خطوة في غاية الصعوبة: العزف، الوقوف أمام الجمهور، الحضور الثاقب، العزف أغلبية الوقت عن ظهر قلب بهذه الدقة، وكلها كانت مهارات بجد مشرفة وجميلة وأن أفتخر بأبناء وبنات بلدي الذين شرفونا في تلك الحفلة. وأقول لهم المشوار ما زال طويلًا حتى يصلوا لدرجات عليا من المهارة والتقنية والاحترافية، ومن طلب العلا سهر الليالي، ومن كد وجد. وأظن يوما ما سيكون لهذه الفرقة ولمن يتخرج من بيت العود أو من يتعلم من أولئك الذين درسوا به شأنًا عظيما. وأقترح في هذا الصدد أن يتكرم الإستاذ أسامة داؤؤد بإدخال مدرسة موسيقى لتعليم الأطفال حتى في سن الروضة فصاعدًا، ليتمكنوا من صقل مهارتهم في سن مبكرة، كما هي الحال في الدول المتقدمة. والمقارنة تكفي لنرى الفروق بين العالم العربي والأفريقي وعالم الغرب.
خاتمة: شكرًا لكل شارك في تأسيس هذا الصرح: أود من هذا المنبر أن أتقدم بتحية خاصة لكل من شارك في هذا الحفل وكل من أدى واجبه لينجح، وأن يكون حقيقة. فقد كان شرفا لنا، ويا ليت من انتقدوا هذه الأوركسترا، أن يرجعوا إلى تهاليل وزغاريد أهلهم وأحبابهم أمام خشبة المسرح، فسوف يروع الطرب في أوجههم كالنور وقد ملأت قلوبهم آيات الجمال لما رأوه وسمعوه في تلك الحفلة الساهرة، ففي بعض المرات يحس الإنسان بأن شعرة جلده قد اقشعرت من هول الطرب والتهليل والتبادل الحيّ بين الجمهور والموسيقيين. مرحبًا ببيت العود وشكرًا للأستاذ نصير شمّة لأنه قاد هذه الخطوة الجريئة إلى بلاد النيلين، وهناك الكثير الوفير من الخطوات والعثرات لتصحيح المسار ببيت العود بالخرطوم، والتحية موصولة لشركة دال التي حققت هذه الأمنية الخالدة وسهلت من قبل المنح الدراسية لأولادنا وبناتنا لارتياد خشبة بيت العود بالقاهرة. لقد صار بيت العود بالخرطوم الآن جوهرة إشعاع للموسيقى وعلومها وسوف يأتيه الرواد من كل صوب وحدب، راجلين من كل مدن السودان وأقاليمه المختلفة، كل من هؤلاء وأولئك الشباب والشابات سيحمل في قلبه بوتقة من تراثه الجميل، دارفور، كردفان، شرق النيل، النوبة، الشرق، الخ، لتجتمع كلها في هذا المكان الجميل لتؤلف متناغمة بين القلوب. ألف شكر لهذا العمل الجبار وألف شكر للأساتذة الذين تركوا بلادهم وأهليهم ليبقوا مع أبنائنا بالسودان من أجل تعليمهم أصول المهنة. إلى الأمام بحرية وسلام وعدالة وما التوفيق إلا من عند الله. برافو مع تحيات أخوكم في الموسيقى د. محمد بدوي مصطفى