(إِلَى فَقِيْدِ القَصِيْدَةِ والسِّيْنَمَا والوَطَنِ، عَلِي عَبْد القُيُّوْم)
صَيْفٌ يَطْغَى،
نَهَارٌ
بِالحُزْنِ يَسْعَى،
اذا القَصِيْدَةٌ طَابِيَةٌ،
واذا المدينة حَوَارِي
بِحَيِّ السُّوْقِ،
وسُوْقِ الطَوَاقِي،
ساقية تُجْهَشُ، تَشْقَى،
مَرْعاً مِن الدِّفْءِ تَنْعَى،
وتَنْثُرُ بِالشَّطِّ دَمْعاً،
كَأَنَّهُ يَبُوْحُ،
: كَأَنَّهُ يقُوْلُ
إِنَّ المَوْتُ أَفْعَى،
وإِنَّ المَرَاكِبَ بِأَبْروْف، الآنَ غَرْقَى
فَكَأَنَّهَا الأَغَانِي
فِي الرَّحِيْلِ،
وكَأَنَّهُ لَيْلُ العَاشِقِيْنَ،
حَقْلٌ مِنْ نَحِيْبٍ.
أُمْدُرْمَانُ
فِي الهَجِيْرِ، وعَلَى حَرِيْقٍ،
بِظَهْرِ خَيْلٍ تَرْعَى. تَطِلق مَنَاحَتَهَا الطُّيُوْرُ،
تَحُطُّ ببَوَّابَةِ عَبْدِ القُيُّوْمِ،
وبرُؤُوْسِ نِّسَاءِ
يَبِتْنَ فِي عَرَاءِ العَوِيْلِ
وَسَطَهُنَّ الصِّغَارُ،
وبَيْنَهُنَّ اِمْرَأَةُ الزَّارِ
حَافِيَةُ القَدَمَيْنِ
تَرْمِي بِثَوْبِ
وتُهِيْلُ التُّرَابَ،
تُمَزِّقُ نِيَاطَ القُلُوْبِ
رَأَيْتُهَا،
شَهِدْتُهَا
بَيْنَ الجُمُوْعِ
تَشْهَقُ،
سَمِعْتُهَا
تَقُوْلُ:
حَي يَاعَلِيُّ،
حَي يَا بَهِيُّ،
حَي وُوْبٌ يَاجَمِيْلُ،
يَا فَارِعَ الطُوْلِ،
يَا بَارِعَ الرُّوْحِ،
ويَا بُسْتَانَهَا العَتِيْقَ.
يَاحَدِيْقَةً مِن إِنْسَانٍ
يَمْنَحُ الضَّوْءَ
والمَكَانَ الهَدِيْلَ!.
عَلَامَ اخْتَرْتَ الرَّحِيْلَ ؟
ولِمَاذَا أَجْمَلُنَا يَمُوْتُ؟
لِمَاذَا يَفُوْتُ ؟
اِنْهَضْ،
اِنْهَضْ مِن النَّدَى،
اِنْهَضْ مِن التَّرَانِيْمِ،
مِن نَوْمِكَ
المُنِيْرِ
مِنْ ظِلٍّ،
و مِنْ فُلٍّ،
مِنْ نَسِيْمٍ،
ومِنْ رَعْشَةِ
النَّخِيْلِ
فَجْراً تُطِلُّ
مَهْلاً تَجِيْءُ،
مَهْلاً تَجِيْءُ،
بِوَجْهِكَ
الوَسِيْمِ
تُلْقِي السَّلامَ،
تَرُدُّ امْدُرْمَانُ
تُلْقِي السَّلامَ،
تَرُدُّ امْدُرْمَانُ
أَهْلاً
وسَهْلاً يا عَلِيُّ .