طالبت الأمم المتحدة بإلغاء حالة الطوارئ في السودان، وحذرت السفارة الأميركية رعاياها مع ترقب خروج مظاهرة مليونية اليوم الخميس للمطالبة بحكم مدني، فيما أغلقت السلطات الجسور في العاصمة الخرطوم.
وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس إن المسار الذي أطلقته المنظمة لتسوية الأزمة السياسية قد يكون آخر بارقة أمل في البلاد، معتبرا أن استقالة عبد الله حمدوك من رئاسة الحكومة أحدثت فراغا كبيرا، ولا سيما عند المكون المدني.
وفي جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي طالب بيرتس بإنهاء حالة الطوارئ في السودان من أجل إيجاد بيئة مواتية للحوار.
ودعا القوات الأمنية إلى الكف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين، وأن يحافظ المحتجون على سلمية حراكهم.
وأقر بيرتس بأن هنالك مجموعات مهمة في الشارع السوداني ليست على استعداد للمشاركة في الحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة، إلا أنه رغم ذلك تعهد بالاستمرار في الاتصال بها.
وكانت بعثة الأمم المتحدة لدعم الحكم الانتقالي بالسودان “يونيتامس” (UNITAMS) قد قالت في بيان على صفحتها بفيسبوك إن العملية السياسية التي تسيرها الأمم المتحدة في السودان ستبدأ بمشاورات أولية مع الحكومة والجهات الفاعلة وشركاء السلام والحركات المسلحة والمجتمع المدني
وأشار البيان إلى أن نتيجة هذه المرحلة الأولية من المشاورات ستساهم في تصميم الخطوات التالية للعملية.
وشددت الأمم المتحدة على أنها تعول على تعاون جميع الأطراف لتهيئة مناخ يشمل إنهاء العنف ضد المتظاهرين ومحاسبة مرتكبي العنف.
الديمقراطية على المحك
وقد أعرب الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن الدولي عن دعمهم الجهود التي يبذلها بيرتس في مسعى لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين المكونين المدني والعسكري في البلد الغارق في أزمة سياسية حادة.
وعقد مجلس الأمن اجتماعه بطلب من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والنرويج وأيرلندا وألبانيا.
وقبل الاجتماع، قالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد إنه بالنظر إلى التطورات الأخيرة في السودان فإن “الديمقراطية باتت الآن على المحك”.
وأضافت أن “مطالبة الشعب السوداني بالديمقراطية والتي رأيناها بشغف كبير لا يمكن حقا أن تدفن”.
توخي الحذر
من جهتها، دعت السفارة الأميركية في الخرطوم رعاياها إلى توخي الحذر من مظاهرات في العاصمة والمدن الأخرى.
ونصحت السفارة رعاياها بتجنب التنقل غير الضروري، والبقاء بعيدا عن الحشود والمظاهرات، وأوضحت أن الأماكن والمواقيت الدقيقة لهذه الاحتجاجات غير معروفة.
وقد أغلقت السلطات عددا من الجسور والطرق المؤدية لقيادة الجيش والقصر الرئاسي وسط الخرطوم تحسبا لمظاهرات يرتقب خروجها اليوم الخميس، للمطالبة بحكم مدني وعودة الضباط لثكناتهم.
ملحمة ثورية
وقد دعا تجمع المهنيين السودانيين أمس الأربعاء إلى المشاركة في مظاهرات مليونية 13 يناير/كانون الثاني، لاستكمال أهداف الثورة وبناء دولة مدنية.
وقال في بيان “مليونية 13 يناير تأتي لمواصلة عمليات التغيير الكلي المنشود، واستكمال لأهداف الثورة في القرى والمدن وأماكن العمل ومعسكرات النزوح لبناء دولتنا المدنية بسلميتنا المعروفة”.
وأضاف “ندعو الثائرات والثوار إلى المشاركة الفاعلة في مليونية الخميس، لنجعل منها ملحمة ثورية ومجدا لشهدائنا ومزلزلة عروش الانقلابيين”.
وكانت لجان المقاومة في ولاية الخرطوم ألغت مظاهرات أمس الأربعاء، وذلك لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات، فيما دعت إلى تنظيمها اليوم الخميس للمطالبة بحكم مدني.
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وأبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء واعتقال مسؤولين وسياسيين.
المصدر : الجزيرة + وكالات