mhgoub33@gmail.com
▪️الإستغفال مؤلم جدا عندما تكتشف انك أنت المغفل ، الذي يقبل ان يشتري قطعة أرض جوار القمر ، أو ان يكون مثل ذاك القروي الذي دفع كل مالديه من مال لمحتال باع له استاد كرة القدم في الخرطوم ، وطلب منه المحتال ان ينتظره حتي يعود ليسلمه أوراق المبايعةليبقي القروي المغفل منتظرا ينام جوار الاستاد يعاني الظلم والظلام و الجوع والبرد والانتظار. والاستغفال لايستخدم لخداع الأفراد فقط بل قد تستخدمه دول ماكرة لخداع دول أخري غارقة في السذاجة وحسن الظن .
▪️المؤسف ان يظل السودان في خانة القروي الذي يخدع بأستمرار ، أو الدولة المستغفلة التي تدمن التفريط في ثرواتها ، وتتهاون في حماية كنوزها ومواردها النادرة. تاريخها ، وفنونها واراضيها ، وصولا لثرواتها الزراعية والحيوانية والمعدنية .
▪️المحزن جدا ان يظل وطن مثل السودان حبيسا لسياسةاقتصادية غبية دعونا نطلق عليها (إقتصاد ريشة الديك ) ، وريشة الديك إستغفال مارسه بعض التجار (الجلابة ) قديما في معاملاتهم مع البسطاء في جنوب السودان ،حيث يشتري التاجر من الجنوبي الديك بعشرة قروش ثم يبيع له ريشة من ذاك الديك ب بخمسة عشرة قرشا ، ليفوز التاجر بديك بلاثمن ويربح خمسة قروش .
▪️اقتصاد ريشة الديك يسيطر الآن ،لأن السودان يقبل ان يبيع ثرواته لمصر ودول أخري بعملة سودانية في غباءيحسد عليه ،إذ أنه من الممكن جدا ان تطبع مصر العملة السودانية وبذات الدقة والمواصفات وادخالها عبر شاحناتها لشراء المنتجات السودانية اللحوم والقطن والصمغ العربي والسمسم الكركديه وغيرها ، أو استخدام طريقة أخري وهي توريد سلع كمالية أو غير ضرورية كالاواني المنزلية وبعض الفاكهة وبيعها في السوق السوداني واستخدام العائد لشراء منتجات سودانية تصدرها مصر كمنتجات مصرية للدول الاوروبية، ليكون العائد مليارات الدولارات فتكون مصر بذلك قد ربحت ديكا بلا مقابل مع خمسة قروش اضافية.
▪️وما يمارس في المعاملات التجارية مع مصر ينطبق علي شحنات الذهب السوداني الذي تستقبله الامارات بوتيرة متزايدة
يشوبها الغموض وتحفها الشكوك، ولكن لايحق لنا ان نعتب علي مصر أو الإمارات وإنما يقع اللوم والعتاب بل والعقاب علي القيادات المسئولة داخل السودان في مجلس السيادة ومجلس وزراء وكلاء الوزارات ووزارة المالية تحديداوبنك السودان والأمن الاقتصادي لأنها الجهات التي تمارس هذا التفريط الغريب.
▪️لابد من إنهاء كل أنواع المهازل وأولها استخدام العملة السودانية لشراء منتجات وثروات ذات عائد نقدي دولاري ،فالواجب الآن اصدار قرار عاجل وحاسم بمنع بيع المنتجات السودانية لدول أخري أو وكلائها بالعملة السودانية والزامها بدفع قيمة تلك المنتجات بالدولار .
ملحوظة
الثورة تبدأ بالوعي وتستمر بكشف العيوب ومواضع الضعف.
تحياتى لك استاذ محجوب الخليفة. مقال ممتاز ورائع وينضح بالوطنية وبعد النظر. وأسمح لى أن أضيف لمقالك من باب التخصص: فرض عقوبة الاعدام فورا على كل من يهرب أو يسعى الى تهريب أى منج سودانى لأى دولة كانت. فقط يتم التصدير عن طريق مصدرين سودانيين وبضوابط صارمة جدا وفقا لسياسات واضحة تحد كيفية ونوعية وجهة التصدير لكل منتج مصنع وليس خاما واترداد قيمة الصادر خللا 45 يوما فقط من تاريخ الشحن لأى جهة كانت. مع تحياتى وتقديرى لك استاذنا الجليل.