مازال قائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر2021م الجنرال عبدالفتاح البرهان يواصل تسلطه بالقوة على الحكم رغم المواكب الجماهيرية الرافضة للانقلاب ولكل القرارات والاجراءات التي اتخذها تحت مظلة انقلابه.
اخر تجاوزات قائد الانقلاب على حكومة الفترة الانتقالية التي اتفقت معه ومن معه من مخلفات اللجنة الأمنية لنظام الانقاذ المباد وكلفته برئاسة المجلس الانتقالي، تكليفه لوكلاء الوزرات لتولي مهام الوزارات في ظل عدم وجود رئيس وزراء فشل في أقناع من يقبل العمل مع سلطته الانقلابية.
حتى هذا التكيف الفوقي لم يجد من يسانده وقد جسد هذا الرفض وكيل وزارة الشاب والرياضة أيمن سيد سليم الذي قبل التكليف إبان رئاسة الدكتور حمدوك مجلس الوزراء فقد رفض أن يجيئه التكليف بتولى مهام الوزارة من قبل رئاسة المجلس الانقلابي وقدم استقالته لأن هذا التكليف غير دستوري.
مع ذلك يتمادي رئيس المجلس الانقلابي في التحرك عكس تيار الإرادة الشعبية الذي ظل يمارسه حتى قبل انقلابه وهو يتبني قرار التطبيع مع اسرائيل رغم أن هذا ليس من صلاحياته ولا من صلاحيات الحكومة الانتقالية المحددة الأهداف .. وعقد اتفاقاً مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية مولي في والمبعوث للقرن الأفرقي ديفيد سترفيلد على عقد مائدة للحوار وتعديل الوثيقة الدستورية وسط رفض قوى الثورة الحية الحوار مع الانقلابيين او إتاحة الفرصة لهم لاستمرار الشراكة الضيزى التي انقلبوا عليها ومزقوا الوثيقة الدستورية وحلوا مجلسي السيادة والوزراء واعلنوا حالة الطوارئ.
من ناحيتها أكدت بعثة الأمم المتحدة أنها ستواصل الاجتماع الاسبوع المقبل مع الأحزاب السياسية ولجان المقاومة وتجمع المهنيين والموقعين على انفاق جوبا للسلام ومنظمات المجتمع المدني كما سيتم إدراج الجيش وقوات الأمن في إطار المشاورات وهذا تجاوز من بعثة الأمم المتحدة التي جاءت للسودان بهدف دعم الانتقال الديمقراطي، وهذا لايتطلب مثل هذه اللقاءات مع كيانات انقلابية شاركت في الجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بتحقيق الانتقال المدني الديمقراطي.
هناك اتفاق وسط قوى الثورة بكل مكوناتها السياسية والمهنية والمجتمعية على رفض الجلوس مع الانقلابيين وتسليم السلطة الانتقالية للمدنيين و أن تعود القوات المسلحة والقوات النظامية الأجرى لأداء واجبها في الدفاع عن الوطن وحماية أمن وممتلكات امواطنين بدلاً من الزج بهم في عمليات قمع وارهاب واستعمال القوة المفرطة التي تسببت في سقوط المزيد من الشهداء والمصابين.
هذا مايجب أن يستوعبه كل الذين يسعون لمساعدة السودان في الخروج من المأزق الانقلابي الراهن لأن مطالب الجماهير الثائرة واضحة وعلى رأسها إنهاء الوضع الانقلابي واسترداد الديمقراطية وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر الشعبية الرامية لتحقيق السلام وبسط العدالة ورفع المظالم ومحاكمة المجرمين والفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة ومواصلة تفكيك سلطة نظام الانقاذ ودفع استحقاقات الاصلاح المؤسسي في كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.