أولًا: عندما تقتل شخصًا مسالمًا، لا يحمل السلاح، فقط لأنه يخرج في مظاهرة من أجل التغيير أو لأي سببٍ آخر، يعبر عن نفسه ومطالبه، مهما اختلفت معه في الرؤية؛ فأنت مجرم، وتُعاقب على ذلك وتلك الجريمة لا تسقط بالتقادم، أعني أنت مُدان، إذا تمَّ القبض عليك أم لا، أو إذا فررت من العدالة أو مثلت لها، فالأمر سيان.
ثانيًا: الجريمة التي ترتكبها؛ مدان عليها أنت أولًا كفاعل وكقاتل عمد، أعني، لا يمكنك أن تدعى بأنك مأمور، أو طُلب منك، أو أي ادعاء آخر، أنت القاتل، وأنت من يُحاكم شخصيًا على ما قمت به من جُرم.
نعم، سيُدان الذين طلبوا منك ذلك أيضًا، والذين أمروك، وكل من هو شريك في الجريمة، جميعكم دون فرز، على سبيل المثال: برهان مدان، وقائدك مدان، وأنت مدان، وأعضاء مجلس السيادة مدانون، والذين قاموا بالانقلاب أيضًا، من أحزاب فكة إلى معتصمي المحشي، جميعكم، ولكن أنت هذا الجندي البسيط، ستكون الضحية، وستقف أمام القضاء وحدك، حزينًا بائسًا، لا سند لك. بينما يسرح ويمرح بقية السياسيين، بل سيطالبون بتطبيق أقسى العقوبة عليك، نفسهم الذين ارتكبت جرمك من أجلهم، سيغيرون جلودهم ويصبحون من أنصار الثورة التي اقتلعتهم. وهنا نشوف النقطة الثالثة
ثالثًا: انظر للذين تمت محاكمتهم بعد سقوط عمر البشير، كلهم جنود مثلك، ولكن حوكموا بالجرم كأفراد، ولم يشفع لهم أنهم كانوا ينفذون الأوامر أو أنهم كانوا يقومون بالواجب أو شروط عملهم، أو أنهم لا يدرون أن قتل الإنسان جريمة يعاقب عليها القانون: تُركوا وحدهم لمصيرهم المؤلم.
رابعًا: أي حكومة مهما كانت قوية وتنهض على ترسانة من الأسلحة والجنود والعملاء وتدعمها روسيا وامريكا واوروبا والعرب واسرائيل والجن الأحمر والملائكة، حتمًا ستسقط في يوم ما، مهما طال عمرها، وشوف التاريخ، لا سُلطة تدوم، إذن، ستسقط حكومة البرهان أيضًا، وحينها تجد نفسك أمام المحاكم وحدك، وستساق للمشنقة، أو السجن، انظر مصير صدام، وعمر البشير، والقذافي، وهتلر وهولاكو التتري، وغيرهم، البرهان وحميرتي ليسا بأقوى من هؤلاء: كل ما لدي حميرتي والبرهان، سلاح وجنود ومال ورأسين فارغين وبلادة وجهل عظيمين. وهذه الأشياء لا تعني أبدا دوام الحكم؛ وإلا لدامت لغيرهم.
خامسًا: يا أخوي العسكري، البسيط المسكين المستهلك والمستغَل أنت ضحية، مثلك مثل الذين تقلتهم، هم اخوانك، أو أولادك، أو أبناء وبنات حلتكم، أو هم بشر مثلك ببساطة كد، ناس، لهم أحلام وآمال ويفكرون في المستقبل، ويريدون حياة كريمة لهم ولغيرهم، الرجاء، لا تقتلهم.
فكر ألف مرة، قبل أن تطلق الرصاص.
ثم فكر مرتين: لماذا يطلبون منك أنت بالذات أن تقتل، ما الفائدة من وراء ذلك، من المستفيد؟
بركة ساكن